وعد الرئيس الاميركي جورج بوش بالعمل «لوضع حد للطغيان في العالم» وربط «استمرار الحرية» في الولاياتالمتحدة ب «نجاح الحرية في دول اخرى»، وذلك في خطاب ألقاه خلال حفل تنصيبه لولايته الرئاسية الثانية امس الخميس في واشنطن. وقال بوش في خطابه «ان سياسة الولاياتالمتحدة تقوم على السعي للحصول على دعم الحركات والمؤسسات الديموقراطية في جميع البلدان وجميع المجتمعات وتقديم الدعم لها لتحقيق هدف واحد هو وضع حد للطغيان في العالم». وتابع الرئيس الاميركي في كلمة أقرب الى لهجة (التبشير) تخللها الكثير من الاشارات الدينية «طالما ان هناك مناطق كاملة من العالم غارقة في النقمة والطغيان وخاضعة لايديولوجيات تغذي الحقد وتستبيح القتل، فان العنف سيزداد وسيتحول الى قوة مدمرة وسيعبر الحدود الافضل حراسة ليصبح خطرا قاتلا». وقال «ان الأحداث والمنطق يقوداننا الى استنتاج وهو ان استمرار الحرية في بلادنا يتوقف بشكل متزايد على نجاح الحرية في بلدان اخرى. ان افضل امل للسلام في عالمنا يكمن في انتشار الحرية في باقي العالم». واوضح الرئيس في مستهل ولايته الثانية والاخيرة من اربع سنوات بعد فوزه في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، ان تحقيق هذه الاهداف «ليس مهمة السلاح بالمقام الاول«، مؤكدا في الوقت نفسه «اننا سندافع عن أنفسنا وعن اصدقائنا بقوة السلاح عند الحاجة». وقال بوش في كلمته «ان اميركا لن تفرض أسلوبها الخاص في الحكم على دول لا ترغب به«، مضيفا ان «هدفنا هو مساعدة الآخرين على إيجاد صوتهم الخاص وتحقيق حريتهم الخاصة وشق طريقهم الخاص». واضاف «عندما تتكلم روح بلد في نهاية المطاف، فان المؤسسات التي ستنشأ قد تعكس عادات وتقاليد مختلفة كل الاختلاف عن عاداتنا وتقاليدنا». واوضح ان «الحرية من حيث طبيعتها تتطلب ان يختارها المواطنون ويدافعوا عنها وان يعززها القانون». ولم يذكر بوش صراحة الحرب في العراق غير انه حيا القوات الاميركية التي «تؤدي المهمة الخطيرة والضرورية بمقاتلة أعدائنا». كما ان الرئيس لم يذكر كلمة «إرهاب» في خطابه واشار بتعبير «يوم النار» الى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 التي طبعت ولايته الاولى وأعطت توجيها حاسما للسياسة الاميركية نحو مكافحة الارهاب. وقال انه في ذلك اليوم «ادركنا هشاشتنا ولمسنا منبعها الدفين«، في تلميح الى الحركات المتطرفة. وبعد ان واجه بوش انتقادات كثيرة خلال ولايته الثانية أخذت عليه اهماله التحالفات الاميركية التقليدية، حرص على التقرب من حلفاء بلاده طالبا دعمهم في معركته ضد الارهاب. وقال «فليعلم جميع حلفاء الولاياتالمتحدة اننا نفي بصداقتكم ونعول على نصحكم ونعتمد على مساعدتكم«، مضيفا «ان إحداث انقسام بين البلدان الحرة هو الهدف الاول لاعداء الحرية. وقيام الدول الحرة بجهود بالتشاور فيما بينها هو مقدمة لهزيمة اعدائنا». ولفظ بوش كلمة «حرية» 41 مرة خلال خطابه الذي استغرق عشرين دقيقة وألقاه وسط برد قارس امام مبنى الكابيتول، حيث مقر الكونغرس الاميركي، امام حشد من الانصار وبحضور عدد غفير من الشخصيات السياسية بينها الرؤساء السابقون جورج بوش الأب وجيمي كارتر وبيل كلينتون. كما ذكر الله مرارا واشار الى الكتب المقدسة للديانات التوحيدية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام والى «مختلف المعتقدات الدينية لشعبنا». وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد ادى اليمين الدستورية امس الخميس في حفل التنصيب الذي استهل ولايته الثانية امام مبنى الكابيتول حيث مقر الكونغرس الاميركي في واشنطن. وقال الرئيس الجمهوري البالغ من العمر 58 عاما امام رئيس المحكمة العليا وليام رينكويست ومحاطا بزوجته لورا وابنتيه ووالديه لورا وجورج بوش الأب «أقسم ان اضطلع بوفاء بواجباتي رئيسا للولايات المتحدة وان أصون وأحمي وادافع عن دستور الولاياتالمتحدة بافضل ما يمكنني». وكان نائب الرئيس ديك تشيني أدى القسم قبل بضع دقائق خلال الحفل الذي حضرته الاوساط السياسية بكاملها. ووقف بين الحضور وسط البرد القارس الرئيس الديموقراطي السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري ووزير الخارجية السابق كولن باول وخلفه كوندوليزا رايس وحاكم كاليفورنيا ارنولد شوارزنيغر وخصم بوش الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/يناير جون كيري. وانتخب بوش ب 50,8٪ من الأصوات في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر لولاية رئاسية ثانية وأخيرة من اربع سنوات.