أكد مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية ان المحققين لم يعثروا على اثر للانثراكس (الجمرة الخبيثة) او الجدري او اي عناصر بيولوجية وراء انتشار مرض الالتهاب الرئوي بين الجنود الاميركيين ، الذي أدى الى وفاة اثنين من الجنود واصابة حوالي مائة آخرين منذ مارس الماضي. وقال الكولونيل روبرت ديفرايتس المسؤول في مكتب الجراحة العامة في الجيش الاميركي ان الاطباء لم يحددوا نوع الالتهاب الرئوي الذي ادى الى الوفيات او تسبب في معظم الاصابات. واضاف استنادا الى المعلومات التي لدينا حتى الآن ليست هناك ادلة على وجود اي سلاح استخدم فيه الانثراكس او فيروس الجدري او اي سلاح بيولوجي آخر. مؤكدا انه"يستبعد ذلك بشكل شبه تام. واشار الي ان الاصابات بالالتهاب الرئوي التي بلغت مئة منذ الاول من مارس تندرج في الاطار العادي لقوة عسكرية بحجم القوة المنتشرة في العراق الا ان وفاة الجنديين اثارت قلق مكتب الجراحة العامة التابع للجيش. مبينا ان نوعا شائعا من الالتهاب الرئوي تتسبب به بكتيريا معروفة حدد في حالتين على الاقل لكنه ليس السبب في الوفاتين اللتين وقعتا، واوضح "لم نعثر على دليل على وجود الانثراكس او الجدري او اي عامل بيولوجي آخر يمكن ان يسبب الالتهاب الرئوي" . واكد ان السلطات واثقة من ان الالتهاب الرئوي اللانمطي (سارز) او داء المحاربين القدامى ليس هو السبب في المرض. مؤكدا ان الحالات متنوعة بشكل كبير جغرافيا وزمنيا بينما لم تسجل حالتان في وحدة عسكرية واحدة. وكان الجيش الاميركي ارسل فريقين متخصصين بالامراض الوبائية الاسبوع الماضي الى منطقة الخليج ومركز لاندشتول الطبي في المانيا حيث يعالج عدد من الجنود الاميركيين لتقصي اسباب المرض. وتزايد الاهتمام بصحة الجنود الاميركيين في الميدان منذ حرب الخليج الاولى لتفادي تكرار ظاهرة "عوارض حرب الخليج التي لم يعثر لها على تفسير بعد وانتشرت بين آلاف من العسكريين شاركوا في حرب الخليج (1991). وخلال السنوات الخمس الماضية توفي 17 جنديا اميركيا بسبب الالتهاب الرئوي، اي بمعدل ثلاث وفيات في العام تقريبا. وكان من بين الحالات التي تم الابلاغ عنها حتى الآن 15 حالة خطرة لدرجة تتطلب وضع المصاب على اجهزة التنفس. واوضح المسؤولون ان عشر اصابات سجلت في العراق حيث تتمركز معظم القوات الاميركية كما تم الابلاغ عن حالات في الكويت وقطر واوزبكستان، مشيرين الى انه كان بين المصابين امرأة.