يظل المرء في مجتمعنا وما من هم يشغله في سني حياته الإنتاجية والعملية الاولى (غالبا) الا تملك ارض في منطقة تضمه والقريب والحبيب والصاحب, يبني عليها دار العمر - كما يقال - فيقر قراره اذ ذاك ويهدأ باله ويهنأ عيشه وتطيب نفسه, هذا الحلم تحقيقه عندنا ليس بالأمر اليسير, بل هو نتاج عمل وكدح سنين قد تصل بالواحد منا الى ما يقارب ربع عمره الوظيفي مضافا اليه شيء مماثل من السنوات لزوجة كادحة (ان وفق في واحدة منهن! والا فان المدة والحالة تلك ستطول الى أجل الله يعلمه!). اقول ان الأمر حقيقة يحتاج الى ما ذكر اضافة الى تقشف وزهد في ملذات الدنيا على غرار " مكره أخاك لابطل!" واقتصار على الضرورات حتى يتسنى للزوجين ان يحققا حلمهما الجميل في أسرع وقت. شراء أرض اول خطوة في هذا الاتجاه, تليها لاحقا فقرات السيناريو المتعبة والتي تهد المسكين هدا, ولكن لابأس مادام تحقيق الصعاب يتطلب ركوب الوعر وتحمل المشاق! ولأن مكابدة المشقة الجسدية والنفسية أمر يصعب وصفه بدقة توازي الحقيقة وهي ما عايشها وسيعايشها جل افراد المجتمع, لذا سنضرب الصفح عن ذاك التوصيف, ونجاوزه الى مرحلة لاحقة نصل فيها الى ما قبيل تحقيق الحلم بفترة يسيرة! هاهو المسكين وقد بدت اسارير وجهه تنفرج باتجاه الفرح, اذا ببعض المفاجآت التي لم تك تخطر بباله تعيده القهقرى صوب الانقباض ممزوجا بالحنق! وهل لمثل معرفة ان بعض الخدمات الضرورية كإيصال المياه لم تعرف طريقها بعد والى أجل بعيد!! الى منطقته التي ابتنى عليها داره!, الا تكون سببا في الحزن بعد ان كان الفرح قاب قوسين او ادنى! طبعا, لن يعدم هذا المسكين من يسمعه كلاما يضيف الملح الى جراحه الغائرة ويرفع الضغط في عروقه النافرة! من مثل (القانون لا يحمي المغفلين!) وانا حقيقة لا ادري اذا لم يحم القانون المغفلين فمن يحمي اذا؟!! نعم, انا لا ألوم - كما يفعل الكثير - هذا المسكين كونه لم يسأل قبل اقدامه على البناء او حتى قبيل شراء الأرض, لم يسأل: هل تلك المنطقة تم ايصال الخدمات الضرورية وعلى رأسها وأمها جميعا: الماء! بها ام لا؟! نعم لا الومه ابدا, لأن المنطق يقول: ان من الاستحالة بمكان! ان يتم تقطيع اراض بأي منطقة من اجل عرضها للراغبين في الشراء ومن ثم البناء, وهي لم تصلها الخدمات الآنفة الذكر! أتباع اراض لاماء يصلها! أتباع اراض تأنف البهيمة بها قرارا كونها كائنا حيا لا حياة له الا بالماء, ليغرر بها آدمي يدفع فيها دم قلبه!! عموما, كثرة التشكي لا تفيد, كما اني ايضا لست معنيا على من تقع اللائمة, اذ انني لست عضوا في اي جمعية لتقصي الحقائق! لذا فإني لا اعدوا ان اعرض مشكلة واقعة, عل احدا من المسئولين الكبار ان يطلع عليها فيأمر على من يلزم بإيجاد مخرج لها في قابل الأيام وحتى لا تتكرر المأساة مع مواطنين من ذوي البساطة والنوايا الحسنة! كما اني اوجه نداء الى اولئك الذين من الله عليهم بأن اقطعتهم الدولة - رعاها الله - تلك المناطق, بأن يخصصوا شيئا يسيرا من ارباحهم - وكلها بالطبع ارباح! - لإيصال ولو خدمة المياه الى مناطقهم المقطعة ليسهموا مع الدولة - اعزها الله - في سد جزء من احتياجات المواطنين وليضعوا عنها حملا (ايصال خدمة المياه الى المناطق الظاميء أهلها!) اضحى ليس باليسير مع كثرة الالتزامات.. وعند مصلحة المياه الخبر اليقين!