يتوجب على العلماء والمفكرين والمثقفين وأولي الرأي والتأثير والأسرة والمجتمع في هذا الوطن ممارسة دور توعوي أكبر في مجال تبصير الشبيبة بوسطية الاسلام وتعاليمه السمحة التي نادت بالابتعاد عن الغلو والتطرف والتشدد وأمرت بالتسامح والتناصح لما فيه صالح المسلمين وصلاحهم، وهذا الدور الحيوي الذي يتوجب على هؤلاء القيام به متناغم تماما مع مشروع انشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ذلك ان الهدف من انشائه يتمحور في صناعة حوار بناء ومثمر من شأنه ابعاد فئات المجتمع عن الأوهام والشطحات والأفكار البعيدة تماما عن أصول وقيم ومبادىء العقيدة الاسلامية السمحة، وتبصيرها بما يجب أن تستفيد منه لصالحها ولصالح هذا الوطن حتى تكون بمنأى عن الانجراف في مسالك التطرف والغلو والتشدد المؤدية جميعها الى التهلكة، فالفكرة من قيام المركز تنحصر في الاسهام بإيجاد قنوات حرة ومسؤولة للتعبير الصريح والواضح، وخلق مناخات وأجواء مواتية تنطلق منها المواقف الحكيمة والآراء المستنيرة التي يشارك في صياغتها وبلورة أهدافها علماء هذه الامة ومفكروها ومثقفوها للوصول الى الغايات المرجوة والمنشودة من انشاء المركز استنادا الى معطيات مبادىء العقيدة الاسلامية السمحة والتمسك بوحدة هذا الوطن، فالمحصلة النهائية التي يتوق الجميع لتحقيقها تتمحور في الأخذ بأسباب أمن هذا الوطن وأمانه واستقراره وابعاده عن الفتن والارهاب وما يمس العقيدة الاسلامية بسوء، وكذلك للعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية في النفوس استمرارية لعمليات العطاء والبناء بعيدا عن كل المنغصات والممارسات العابثة التي تستهدف فيما تستهدف ترويع الآمنين وتهديد أمن واستقرار هذا الوطن المعطاء، فلاشك أن أدوار أولي الرأي والمشورة في المجتمع السعودي لتبصير الناشئة وسواهم وتوعيتهم بوسطية الاسلام وعدالته وسماحته هي أدوار هامة للغاية، فالأفكار الهدامة والشاذة تؤدي إلى انحلال المجتمع وضياع شبابه في متاهات قد تؤدي الى الانخراط في مسالك الخطيئة والاجرام والارهاب، وتلك مفاسد نهت مبادىء العقيدة الاسلامية السمحة عنها وأمرت بمكافحتها للحفاظ على سلامة المجتمعات الاسلامية وأمنها وأمانها واستقرارها.