حجم التكلفة السنوية تجاوز ال 500 مليار دولار وتطويرها للمنافسة أصبح ضرورة لاشك أن القوة التي ستهيمن على العالم خلال القرن الحالي هي بلا منازع القوة الاقتصادية التي سيلعب الإنتاج الصناعي الدور الأكبر في صنعها وترسيخها في العلاقات الدولية والدبلوماسية، حيث تتنافس الدول الصناعية المتقدمة فيما بينها، ولا مجال لغيرها من الدول في كافة المجموعات الإقليمية بالعالم ولا مكان، إلا بالمنافسة القوية وتحسين الإنتاج الصناعي . ولعل أبرز قطاعات الإنتاج الصناعي التي تحتاج إلى عناية ورعاية خاصة واهتمام بتطوير القدرات التنافسية لشركاتنا في مجالها، قطاع صناعة التعبئة والتغليف التي يصل حجم الإنتاج العالمي منها إلى أكثر من 500 مليار دولار في العام، الأمر الذي يعتبره الكثير من الباحثين مؤشراً على أهمية هذا القطاع الصناعي ومكانته في الاقتصاد الدولي، إذ يزيد هذا الإنفاق على حجم الإنفاق في مجالي السياحة والسفر وصناعة الأسلحة معاً. ومن هنا فإن الاهتمام بصناعة التغليف والتعبئة وتطويرها، يمكن أن تمثل مصدراً مهماً للدخل الوطني، إذا أصبحت هذه الصناعة من أبرز سمات الإنتاج الصناعي في عصرنا الحالي، باعتبارها صناعة تحويلية هامة تشكل جانباً أساسياً في تنمية الاقتصاد الوطني وتطوره . فقد كانت صناعة التعبئة والتغليف في البداية وسيلة للمساعدة على وقاية المنتجات وحفظها وحمايتها خلال عملية النقل والسفر لمسافات طويلة من بلد إلى بلد ومن دولة إلى أخرى، إلا أنها تطورت بعد ذلك ولم تعد أهدافها تقتصر على هذه الأغراض فحسب، بل امتدت لتشمل وظائف تقنية إضافية منها: تقليل الخسائر والأضرار الناجمة عن عمليات النقل والبيع والاستهلاك، وتسهيل عمليات التخزين والإعداد والتجهيز، وتقليل الأعباء المالية وتكاليف التأمين والنقل، إضافة إلى الإسراع بعمليات الشحن والاستخدام في التجارة، ولا تقتصر أهمية صناعة التعبئة والتغليف على الأهداف السابقة، بل إنها أصبحت مؤشراً هاماً على نجاح المنتجين في التسويق الذي يعد أحد أسباب ونجاح ترويج المنتجات المختلفة، وهنا فإن جودة التعبئة والتغليف تلعب دوراً كبيراً في تسويق السلعة، من حيث الإبداع في التصميم وفن الطباعة واختيار نوع الاغلفة وطريقة التغليف، وكل ذلك يؤدي إلى رواج المنتجات والإقبال عليها، خصوصاً إذا ما كانت السلعة على قدر كبير من الجودة والإنتاجية . إن التعبئة والتغليف لم تعد عملية هامشية كما يتصور البعض، بل ربما كان انتشار هذا التصور حتى الآن سبباً في ضعف الكثير من القدرات التنافسية للعديد من السلع والمنتجات في الدول التي تخلفت في هذا المجال، ومما يدل على خطأ هذا التصور أن الأبحاث والدراسات العلمية أثبتت أن مكون التعبئة والتغليف يمثل 45% إلى 65% من تكلفة السعر النهائي للسلعة بل إن هذا المكون قد يتجاوز هذه النسبة ليصل إلى 100% في بعض السلع، كما يرى بعض الباحثين، خاصة إذا ما كانت مواد التعبئة والتغليف مستوردة، أو كما في حالة العبوات الفاخرة لعدد من المواد الطبية ومستحضرات التجميل . من هنا نرى ضرورة الاهتمام بمفهوم التعبئة والتغليف الحديث، والعمل على تطوير هذا الجانب الذي يدخل في جميع الصناعات كمكون أساسي من السلع والمنتجات، وعامل أساسي في تسويقها ورواجها، الأمر الذي يعطي (الصادرات) قيمة تنافسية إضافية في اسواق أصبحت تنظر إلى هذه الصناعة كجزء أساسي من السلعة أينما كانت في أي مكان من العالم . خليفة بن محمد التميمي جدة