مخطئ من يتصور أن أيا من الدول العربية الأربع التى تقدمت لنيل شرف استضافة مونديال 2010 ستتمكن من الفوز بالتنظيم على نظام العمل الحالي بلا تنسيق بين الدول الأربع مهما كانت درجة جودة ملف كل منهما، بل يؤكد الميدان قبل شهور طويلة من اختيار الاتحاد الدولي للدولة التى ستتولي التنظيم أن ما تفعله اتحادات الدول الأربع الآن سيهدى التنظيم للمنافس الوحيد غير العربي وهو دولة جنوب أفريقيا المنافس القوى الذى نجزم بأن الاتحاد الدولى حينما قرر إهداء تنظيم المونديال لقارة أفريقيا فقد كان يقرر وقتها منح حق التنظيم لدولة جنوب أفريقيا لأن كل أعضاء الفيفا أدركوا بعد أن خسرت حق التنظيم أمام ألمانيا بفارق صوت واحد فقط على مونديال عام 2006 أن هذه الدولة هى الأحق بالتنظيم ليس فى أفريقيا فقط بل فى العالم أجمع. من هنا ندرك فورا أهمية الجهود الحثيثة التى يقوم بها الاتحاد العربي لكرة القدم والاهتمام الرائع الذى يبديه سمو الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد العربي والسيد عثمان السعد الأمين العام للاتحاد حيث أدركا ما قلناه سلفا وكان السعد واضحا فى المؤتمر الصحفى الذى عقده فى القاهرة على هامش البطولة العربية حيث أكد أن توجيهات الأمير سلطان تسير كلها جهة التنسيق بين الدول الأربع لاختيار دولة واحدة فقط على سبيل التوصية على أن تكون هذه الدولة هى الأقدر علي التنظيم والأقوى بين الدول الأربع لتستطيع التنافس مع جنوب أفريقيا، وعلى الفور كان الوفد عالي المستوى الذى أرسله الأمير سلطان للاجتماع مع اتحادات الدول العربية الأربع والاطلاع علي الملفات الخاصة بكل اتحاد وعرض نتيجة هذه الجولة على سمو الأمير سلطان لكى يجتمع بدوره مع هذه الاتحادات وإقرار توصية الاتحاد العربي، حقا ما أجمل هذه المشاعر الطيبة من سمو الأمير سلطان وجهوده المشكورة التى يسعى من خلالها لتوحيد الصف الرياضي العربي. ولكن ما يتبقى الآن هو مساعدة الاتحادات الأربع لجهود الاتحاد العربي بدون التفكير فى قضايا فردية بحيث يكون تفكير كل دولة منصبا على أن تكون الفكرة الوحيدة الآن هى استغلال الفرصة التاريخية لكى تستضيف دولة عربية أيا كانت هذه الدولة المونديال وهذا لن يتأتى إلا بتوحيد الصف واختيار دولة واحدة تستطيع التصدى لجنوب أفريقيا مع مساندة هذه الدولة مساندة تامة، وبدون تحيز ومن قراءتنا لأحداث الفترة الماضية ومن استعدادات كل دولة لاستضافة هذا الحدث فإننا نؤكد أن الدولة الوحيدة التى قد تستطيع التصدى للملف الجنوب أفريقي هى المملكة المغربية التى وضح من خلال دخولها المنافسة على مونديال 2006 إن مسؤوليها الكرويين أصبحوا على دراية كاملة بأمور لعبة المونديال وأن التجارب السابقة أكسبتهم خبرة كبيرة فى هذا الأمر، ومن المؤكد أن جولة وفد الاتحاد العربي ستخرج بهذه النتيجة ولكن يبقى على الدول الثلاث الأخري أن تتخلي عن أية أفكار تقسم الصف وأن تضع نصب عينيها المصلحة العريبة العامة، و أن تترك للاتحاد العربي مهمة البت فى هذا الأمر بما يخدم المصلحة العربية فى استضافة المونديال.