يقول تعالى في كتابه الكريم: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) سورة البقرة 168 في الآية الكريمة بيان للسبب في النهي عن اتباع خطوات الشيطان، والعاقل، بل كل ذي شعور لا يتبع عدوه المبين في العداوة، وقد ذكرت عداوة الشيطان للإنسان في آيات كثيرة من القرآن الكريم، يقول تعالى: (ان الشيطان للإنسان عدو مبين) يوسف 5 وفي آيات أخرى (انه عدو مضل مبين) القصص 15 وفي بعضها (ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) فاطر 35- وقد اهتم القرآن الكريم بل جميع الكتب السماوية ببيان عداوته بطرق مختلفة، لأنه أساس الكفر والنفاق والفساد وسلب السعادة عن الإنسان، وقد أقسم بعزة الله تعالى لإغواء العباد كما ورد في قوله تعالى : (فوعزتك لأغوينهم أجمعين) ص82- وتنشأ هذه العداوة من أسباب عديدة: أولاً: انها ذاتية حيث قال: (خلقتني من نار وخلقته من طين) الأعراف 12- ولا أثر للنار إلا إزالة الطين وتفريقه. ثانياً: أنها إرادية إذ لا إرادة له إلا الفساد والضلال بخلاف المؤمنين فإنهم لا يريدون إلا ما أراده المولى عز وجل. ثالثاً: إدراكه لكرامة الإنسان وتفضيله عليه، يقول تعالى : (ولقد كرمنا بني آدم) الأسراء 70- ويقول تعالى حكاية عن الشيطان: (أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا) الأسراء 62-. رابعاً: طرده لخبث ذاته من عالم النور إلى مهوى الغرور، يقول تعالى: (فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين) الأعراف13-. خامساً: شعوره بأن لاحظ له في دار النعيم بل انحطاطه إلى أسفل درك من الجحيم بخلاف الإنسان فإن له مقامات عالية ان أطاع الله سبحانه وتعالى يقول عز وجل (ان المتقين في مقام أمين). سادساً: اللعن والطرد من الله سبحانه وتعالى وكذلك الإنسان في كل حين، يقول تعالى (وان عليك لعنتي إلى يوم الدين) ص78-. وقال تعالى :( وان عليك اللعنة إلى يوم الدين). محمد عبد الله المقرب الأحساء- البطالية