عمري الرحيل اسم كان يملأ الساحة الشعرية ضجيجا بشعره وكتاباته وفلسفته الخاصة ومنذ عدة سنوات اختفى هذا الاسم وبقي محفورا في ذاكرة تاريخ الأدب الشعبي على كافة الأصعدة .. هو الاسم الشمالي الذي أحدث نقلة على مستوى الشعر كما هو الحال لشماليين آخرين كصالح الشادي وعبدالرزاق الهذيل ومحمد الرطيان وغيرهم من الأسماء التي ما تزال الساحة الشعبية تذكرهم جيدا. السؤال الذي ربما يبحث عنه الكثير هو عن اختفاء هذا الاسم وإلى أين ذهبت به رياح الشعر والزمان والمكان. «عكاظ» استطاعت أن تستنطق الشاعر الذي حاول هجر كل شيء والبقاء في صومعة شعبية صغيرة هي «الشبة الشمالية» ومن ثم العمل والأسرة الصغيرة فقط فكان هذا الحوار: • أين هو عمري الرحيل عن الساحة الشعرية ؟ ولماذا هذا الاختفاء؟ - مازلت موجودا لكن بعيدا عن الساحة الشعبية لأني خارج هذه الساحة التي أصبحت مكانا لممارسة التفحيط الشعري. • هناك من يتهم عمري الرحيل بالتعالي على الشعر هل هذا صحيح؟ - الشعر هو زاد الفكر فكيف يمكن التعالي عليه وجميع أنواع التعبير تقصر دونه. • لماذا هجرت النشر في الصفحات الشعبية؟ - كان المحررون من قبل أنقياء ويبحثون عن الشعر فيتصلون ويطلبون نشر قصائدي أما الآن انقطعت الاتصالات بعد ظهور قنوات أخرى ومحررين يحسبونها (صح) فما الذي يستفيدونه من الاتصال بشاعر يقبع بأقصى الشمال لا يمكن الاستفادة منه. • ما رأيك بشعر المحاورة الذي لا يجيده شعراء الشمال هل أكل الجو على الشعر بشكل عام؟ - لا باختصار لأن شعر المحاورة هو باب من أبواب التجارة الرابحة ولها مكاتب وقنوات وشعراء لمن يدفع وهي ثقافة لا تناسب أهل الشمال. • هناك من الشعراء من بدأ بعد عمري الرحيل ولكنه تجاوزك بمراحل من ناحية الشهرة والانتشار ما هو تعليقك؟ - لأني ببساطة لا أبحث عن الشهرة، ولا أشد لها الرحال وليس لدي استعداد لأقف على الأبواب كي أتسول الشهرة لكي يشار إلي بأنني كاتب عظيم أو شاعر عظيم. • هل يباع الشعر فعلا؟ - إذا كانت أوطان تباع وتسرق، فما ظنك بالكلام؟! • هل مررت بهذه الحالة في يوم من الأيام؟ - مرت بي بعد أن حكاها لي أحد الأصدقاء الشعراء أن يستمتع بقراءة قصيدته مذيلة باسم أحد المشاهير • من أبرز شعراء الشمال من وجهة نظرك؟ وأين الشاعرات؟ - حتى الآن ما قرأت أحدا، ربما لعدم متابعتي الجيدة للساحة الشعرية، وكذلك أجهل ملامح الأنثى الشاعرة. • هناك من يقول إن عمري الرحيل ترك النشر بسبب سيطرة نوعيات لا تعرف الشعر من الصحفيين على صفحات الشعر الشعبية هل هذا صحيح؟ - لا تركت الشعر والنشر لأن الشعر والنشر لا يعتبر أولوية لي ولم يعد يغريني. • يشاع أنك تسعى لإصدار كتاب وأن هذا ما أشغلك خلال الفترة السابقة هل يمكن الكشف عن هويته إن كان ذلك صحيحا؟ - فعلا، ولكن يمنعني من إكماله كسلي المفرط وهي رواية أوشكت على أن أفرغ من مسودتها وهي في طور المراجعة النهائية وشجعني على الاستمرار بها الأخ والدكتور عوض بن إبراهيم بعدما اطلع على نتف منها. • أنت ترفض المشاركة في الأمسيات الشعرية باستمرار هل هذه تكبر على الشعر أم ماذا؟ - لا، بس أنا لست شاعرا منبريا والمنبر له أدواته التي أخجل من ممارستها أحيانا. • لو طلب منك تشكيل فريق من أفضل الشعراء في المملكة من تختار بمن في ذلك الشاعرات؟ - يعتمد تشكيل الفريق على معرفة الخصم وهو عموما فريق هجوم أبرز الأسماء التي سأختارها: عبدا لله المجلاد، سعد الخلاوي، عايض الظفيري، بليهيد العتيبي، حمدان سالم، عبدالرحمن الصقر، ثاني الدهمشي، فالح الدهمان، عودة نزال، ذعار بن سحاب، والشاعرات: ذاكرتي لا تسعفني لتذكر الأسماء. • ما رأيك بصراحة في مسابقات الشعر التي تقيمها القنوات الفضائية؟ - مثل مسابقات البعارين. • وما رأيك باختيار أعضاء اللجان فيها؟ - أهل القنوات أبخص بطرق الاختيار ولهم مقاييسهم في هذا الأمر. • هل يمكن تزويد «عكاظ» بنص شعري خاص وجديد؟ - في إحدى زياراتي لإسبانيا وقفت أمام بوابة قصر (الندى) بقصر الملك فهد (رحمه الله)، فكانت القصيدة التي لم تنشر يسرني أن تكون عبر الأنيقة «عكاظ».