في ظروف امنية مشددة بدأت صباح امس الاثنين باستئنافية الدار البيضاء عمليات استجواب مجموعة من المتهمين من ملف تفجيرات الدار البيضاء الذين ناهز عددهم 35 متهما, والذين وضعوا في معزل عن باقي القاعة في قفص زجاجي مضاد للرصاص. والى حدود الساعة الواحدة ظهرا استمع القاضي لثلاثة متهمين متابعين بتهم تتعلق بتكوين عصابات اجرامية والمس بأمن الدولة الداخلي والقتل العمد مع الاصرار والتسبب في الجرح وعاهات مستديمة, ومحاولة القتل وضرب مصالح اجنبية في المغرب. المتهم الاول الذي مثل امام رئيس المحكمة قال: انا (امي ولم اتابع أي تعليم نظامي وقد سبق لي الانتماء لجماعة التبليغ والدعوة المرخص لها من قبل السلطات المغربية, اما فيما يخص الانتماء لتنظيم السلفية الجهادية - التي يعتقد بانها تقف وراء التفجيرات التي هزت وسط الدار البيضاء منتصف شهر مايو الماضي - فلم اسمع بها الا عند اعتقالي). بعد ذلك استمع القاضي للمتهم خالد مراسل - الاب لاربعة اطفال - الذي نفى بدوره الانتماء لاي جماعة متطرفة. المتهم اعلن خلال الجلسة انه تعرض للتعذيب في اكثر من مخفر للامن سواء بالدار البيضاء او مدينة الصويرة التي تقطن بها جالية يهودية مغربية وانه خاضع حاليا للمراقبة الطبية حيث يتقيأ الدم جراء ضرابات تعرض لها على مستوى الصدر والمعدة, وطلب من القاضي التحدث بصفة ثنائية لابلاغه بما تعرض له, وهو ما فسره الحاضرون بانه تعرض للاغتصاب وهذا ما اكده الدفاع في تصريحات للصحافة. وعندما واجهه القاضي بمبايعة محمد العمري احد أمراء تنظيم السلفية الجهادية واحد الانتحاريين الذين هاجموا وسط الدار البيضاء على حد ما اقر به لقاضي التحقيق, رد عليه المتهم بانه بايع فقط الملك محمد السادس باعتباره عاهلا للبلاد وهو ما كلفه صفعة خلال التحقيق على حد قوله. وعند تدخل الدفاع حدثت مشادة كلامية بينه وبين رئيس الجلسة حيث تم اتهام الاخير بقمع المتهم وعدم ترك الفرصة له للافصاح عما تعرض له خلال استضافته من قبل اجهزة الأمن المغربية. نفس النفي جاء على لسان المتهم الثالث المسمى عبدالصمد الولد الذي اتهم كذلك المحققين بانتهاك حقوقه الآدمية واستعمال العنف واجباره على تناول المخدرات. وعندما جابهه القاضي باقواله خلال البحث التفصيلي والمسجلة في بضع صفحات, رد المتهم: كيف لي ان اصرح بكل هذه الاقوال واستنطاقي امام قاضي التحقيق لم يتجاوز الدقائق الخمس. لترفع الجلسة بعد ذلك للاستراحة. من جهة ثانية، بدأت في فاس (200 كلم شرق الرباط) محاكمة اخرى ل 29 متهما يشتبه في انتمائهم الى السلفية الجهادية وفي التحريض على العنف، ولكنهم ليسوا على علاقة باعتداءات 16 ايار / مايو، كما افادت الغرفة الجنائية في المدينة. وفي تازا (320 كلم شرق الرباط)، ستبدأ محاكمة ثالثة ل 19 عضوا مفترضا في حركة الهجرة والتكفير المغربية المتطرفة، كما افادت الغرفة الجنائية في هذه المدينة