ما يثار حول الصفحات المحذوفة من تقرير الكونجرس الامريكي حول احداث 11 سبتمبر وما قيل عما تضمنته من اشارة عن علاقة المملكة بتلك الاحداث، ليس سوى حلقة في سلسلة المواقف العدائية التي يتبناها بعض اعضاء الكونجرس، ممن يدينون بالولاء المطلق لتل ابيب التي تحركهم كما تحرك الدمى على مسرح الاحداث السياسية، دون ان يقدروا نتائج هذه المواقف وآثارها السلبية على المصالح الامريكية. ومواقف المملكة معلنة ومعروفة من كل القضايا، وهي مواقف تنطلق من ثوابتها التي لاتقبل المساومة، ولاتخضع للابتزاز، ومازالت المملكة تدين الارهاب بشتى ملامحه القبيحة، انطلاقا من هذه الثوابت خاصة وانها تعرضت لهذا الارهاب، وتكبدت جراءه خسائر فادحة في الارواح والممتلكات، لذلك فهي لن تتردد في ان تلقم حجرا كل من يجرؤ على ترديد مثل هذه الترهات والاكاذيب، فليس لديها ما تخفيه بهذا الشأن، ومواقفها العادلة تجاه كل قضايا العالم، ظاهرة للعيان، يشهد بها القاصي والداني، وتحظى بالاكبار والتقدير من الجميع. اما اذا اراد بعض الديمقراطيين في الكونجرس الامريكي استغلال هذا الامر لتصعيد حملاتهم ضد الادارة الامريكية تمهيدا للانتخابات القادمة، فليست المملكة التي تقبل ان يساء اليها لمثل هذه الاغراض، لذلك طالبت بنشر الصفحات المحذوفة من التقرير المذكور لترد عليها بوضوح، ولو كانت صحيحة لما حجبت عن الرأي العام الامريكي خاصة والعالمي عامة، وكل مافي الامر ان اعداء المملكة كما هي العادة يحاولون الاساءة اليها لما يحملونه من احقاد وضغائن ضد هذه القلعة الحصينة للعروبة والاسلام، خدمة للصهاينة وتغطية للممارسات الارهابية التي ترتكبها حكومة تل ابيب في ظل حماية الفيتو الامريكي، حتى غدت اسرائيل بؤرة للارهاب المنظم او ما يسمى بارهاب الدولة، وهو ما أدانته المملكة على الدوام، وعملت على منعه بشتى الوسائل والمبادرات وفق ما تمليه الشرعية الدولية على جميع الدول المحبة للسلام. واعضاء الكونجرس الذين يحاولون بمثل هذه المواقف صرف الانظار عن ممارسات اسرائيل في الاراضي العربية المحتلة، وما تتضمنه من ارهاب وغطرسة واستهتار بكل القيم الانسانية، نقول ان هؤلاء قد فاتهم ان مثل هذه الألاعيب لاتنطلي على المواطن السعودي، بل المواطن العربي أينما كان موقعه على خارطة العالم، فهذا نهج مستهجن على من يتبناه ان يعيد النظر في مواقفه هذه بعد ان اصبحت معروفة ومرفوضة من الجميع. وستظل المملكة رغم انوف اعدائها الحصن الحصين ضد الارهاب ومن يقف وراءه، والقلعة المنيعة ضد مثل هذه المؤامرات الرخيصة ومن يقف وراءها، فلم تعد اهداف ذلك كله تخفى على احد.