تشهد المنطقة الشرقية عددا من البرامج والمشاريع السياحية والتراثية التي أسهمت في تحولها إلى وجهة سياحية رئيسية، نظرا لما تتميز به المنطقة من مقومات سياحية وبيئية وتاريخية فريدة. حيث أقر مجلس التنمية السياحية بالمنطقة في اجتماعه الأخير الخطة التنفيذية للتنمية السياحية للمنطقة الشرقية (1434ه 2013م)، والتي تهدف إلى تحقيق نمو بنهاية العام 2014 في مجال الرحلات السياحية والإيواء السياحي، حيث ستعمل الخطة على رفع عدد الوظائف السياحية من 108598 في العام 2011 م إلى 1303176 وظيفة في العام 2014م. كما أشارت الخطة إلى أن المشاريع الاستراتيجية التي سيبدأ تنفيذها العام المقبل هي: مشروع التنقيب وإعادة تأهيل قصر محمد بن عبد الوهاب الفيحاني بدارين، والتنقيب وإعادة تأهيل قلعة تاروت. أما مواقع الجذب السياحي التي سيتم تطويرها خلال العام المقبل فهي: تأهيل قصر دارين (قصر محمد بن عبد الوهاب الفيحاني)، وتأهيل قلعة تاروت، وتهيئة ساحة جزيرة جنة، وتطوير بلاج الدمام (الأشرعة)، وموقع إنزال القوارب، وتهيئة ورصف الساحات المحيطة بمركز الحرف والصناعات اليدوية بتاروت. وقد بينت إحصائيات فرع هيئة السياحة بالمنطقة الشرقية أن عدد وكالات السفر والسياحة ومنظمي الرحلات السياحة ارتفع في المنطقة الشرقية بنسبة 23.4% حيث وصل إلى 336 وكالة ومنظم رحلات، منها 273 وكالة سفر وسياحة، و63 منظم رحلات، بينما وصل عدد المرشدين السياحيين المرخصين من قبل هيئة السياحة في المنقطة إلى 21 مرشدا مرخصا بنسبة زيادة وصلت إلى 9.2%. ومن خلال تلك الأرقام الحديثة والمشاريع وخطط مجلس التنمية السياحي بالمنطقة فإن السياحة في الشرقية أخذت مسار الاحترافية وقد وصف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الشرقية بأنها متحف مفتوح وبها عمق وثقل حضاري واقتصادي متمثل في مواطنيها الذين يمثلون أبناء المملكة جميعاً، مشيراً إلى أن السياحة الوطنية بدأت كمشروع اقتصادي. هذ وتزخر المنطقة الشرقية بالعديد من المواقع السياحية حيث تتمتع في احتوائها على السياحة البحرية والسياحة الصحراوية والسياحية التراثية فتحتوي على أجمل الشواطئ في الخليج العربي من أشهرها شاطئ نصف القمر والواجهات البحرية في الدمام والخبر والقطيف والجبيل إضافة إلى أماكن التنزه البرية بمحافظة النعيرية. وفي المقابل برزت محافظة الأحساء كإحدى المحافظات الواعدة والتي حظيت باهتمام كبير ونشهد عددا من المشاريع الكبرى في مقدمتها وجهة العقير السياحية التي تعد الوجهة السياحية الأولى بالمملكة. وقد بدأت الهيئة العامة للسياحة والآثار في إنهاء عدد من المتطلبات الأساسية للبدء في إنشاء المرحلة الأولى من المشروع، وقد سبق أن تم تقديم خطة تطوير مشروع العقير لمقام خادم الحرمين الشريفين خلال الزيارة الملكية الكريمة لمحافظة الأحساء في العام 1427ه وتم إعلان المشروع كوجهة سياحية ساحلية كبرى متعددة الاستخدامات، وصدور موافقة لمقام السامي في العام 1428ه على اعتماد النموذج الاستثماري للعقير بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، كما تم مراجعة وتحديث خطة تطوير العقير وإعداد دراسة جدوى لشركة تطوير العقير بناء على المستجدات الاقتصادية العالمية وتطور الأسواق السياحية بالاشتراك مع صندوق الاستثمارات العامة وأمانة محافظة الأحساء. وصدر قرار مجلس الوزراء رقم (301) بتاريخ 1433ه القاضي بالموافقة على توفير الدعم المالي اللازم للجهات الحكومية المعنية لإيصال خدمات البنية الأساسية إلى حدود منطقة التطوير في وجهة العقير السياحية بمبلغ مليار وأربع مائة مليون ريال. وتتضمن المرحلة الأولى من مشروع العقير افتتاح حديقة العقير المائية، ومركز العقير لرياضات السيارات، وإعادة تأهيل ميناء العقير (مركز الرياضة المائية)، والأنشطة الترفيهية، ومدن الملاهي، وميناء العقير التاريخي، إضافة إلى عدد من مرافق الإيواء السياحي التي تناسب مختلف شرائح المجتمع من فنادق ووحدات سكنية مفروشة ومخيمات، لافتا إلى أن مشروع العقير السياحي سيكون أول وجهة سياحية ساحلية متكاملة في المملكة، وسينفذ المشروع على ثلاث مراحل على مدى 30 سنة ليتوافق مع الإمكانات المالية والتشغيلية للشركة ومتطلبات النمو للسوق السياحي المستهدف. وستكون العقير الوجهة الترفيهية الأكثر تكاملاً في المملكة بعد اكتمال مرحلة التطوير الأولى، مزودة ب(2600) وحدة سكنية مفروشة و(2900) غرفة فندقية، بالإضافة إلى مرافق الترفيه، إلى جانب تنفيذ سلسلة من الفعاليات التي ستجعل منها قلب العقير النابض. وتواصل أمانة الأحساء تجهيز الشاطئ بالمسطحات الخضراء والعديد من المرافق من دورات مياه وساحات الألعاب, كون الشاطئ يحظى في الآونة الأخيرة بازدياد معدل زائريه بنسبة تزيد عن 26 ألف زائر في المناسبات والإجازات الرسمية وأيام نهاية الأسبوع. أما بقية المعالم التراثية الهامة في الأحساء فتحوي المحافظة العديد من المعالم ومنها «بيت الثقافة» في المدرسة الأميرية بالهفوف الذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار العام الماضي. ومع توفر تلك المقومات السياحية فقد شهد قطاع الإيواء السياحي (الفنادق والوحدات السكنية المفروشة) في الأحساء تطورا ملحوظا، ويوجد في الأحساء 7 فنادق مرخصة بها وعدد غرفها 668، كما توجد 65 مراكز شقق مفروشة وبها 1664 وحدة، ومن المتوقع أن تشهد الأحساء خلال الأعوام القليلة القادمة حركة متزايدة في الاستثمار في القطاع السياحي.