يعتقد غالبا بأن هذا المرض هو مرض انفصام الشخصية او ازدواج الشخصية ولكنه بصورة اصح عدم انتظام التفكير والشعور والحركة الطبيعيين, ومن المحتمل ان يكون سوء اداء بعض الخلايا الدماغية لوظائفها سبب حدوث هذا المرض, تظهر الاعراض عادة في اواخر سن المراهقة او اوائل سن البلوغ وقد يحفز ظهورها الاجهاد العقلي الشديد ويستمر هذا المرض طوال حياة المصاب به لكن نوباته الحادة تميل الى حدوثه فالاختفاء, ويكثر حصولها خلال فترات الاضطراب العاطفي او بعد فقدان شخص عزيز, تبدأ نوبة المرض بالانسحاب التدريجي او الفجائي احيانا من نشاطات الحياة اليومية, وقد يزداد الغموض في كلام المصاب مع مرور الزمن او لا يعود في وسعه متابعة اي حوار بسيط. تحدث النوبة الشديدة على نحو غير متوقع ولكن اعراضها في البداية تظهر تدريجيا بحيث يكون من الصعب معرفة متى بدأت تظهر اعراض الذهانية, ومن بين هذه الاعراض حصول اضطرابات في التفكير والشعور واحيانا في الحركة, تضطرب افكار المصاب بمرض الفصام العقلي بحيث لا تتتابع بصورة منطقية فيبدو الترابط بينها غريبا ومفككا, قد يواجه المصاب (انسدادا في التفكير) بحيث يتوقف تماما كل تفكير لديه, ويبدو الدماغ كأنه توقف عن العمل واصابه الفراغ التام, او قد يواجه افكارا دخيلة بحيث تبرز الافكار فجأة في دماغه وكأن شخصا آخر قد ادخلها فيه, وغالبا ما يعتقد المصابون بالفصام العقلي بأن الآخرين يسمعون ويسرقون افكارهم وهم يعانون في بعض الاحيان فقدان سيطرتهم على حركتهم الجسدية والعقلية كما لو كانوا دمى مسيرة, ويسمعون تكرارا اصواتا تكون عدائية منها في الغالب, وتصيبهم وان بتكرار اقل تخيلات عن احاسيس بدنية غريبة او اعتقاد بأنهم اعطوا اطعمة مسمومة ومع مرور الزمن تترسخ لديهم مجموعة كاملة من المعتقدات حول عالم خيالي ليقنعوا انفسهم بأن هناك ما يثبت احاسيسهم وقناعاتهم هذه ومن المحتمل ان يبالغوا في اظهار شعورهم بالسعادة او الارتباك او الحيرة او اليأس, وقد يضحكون في اللحظة الحزينة, او يبكون بدون سبب ظاهر, او يبدون وكأنهم بدون شعور بحيث يصبح من المستحيل اجراء اي اتصال عاطفي معهم, وهم يصابون في بعض الاحيان باضطرابات في الحركة عندما تصبح عضلاتهم جامدة ومتصلبة, او قد يقومون بحركات بدائية غريبة كالوقوف على رجل واحدة لعدة ساعات, توجد انواع كثيرة لمرض الفصام العقلي تحدد وفقا للاعراض التي تسيطر في كل نوع منها, ولكن التمييز العملي الوحيد الذي يجريه الاطباء هو بين النوع العظامي (مرض العظمه) والانواع الاخرى, والعارض الرئيسي للعظام العقلي (العظامي) هو الشك والاستياء والخوف من ان الآخرين يخططون للقضاء على المصاب, يشمل العلاج الاكثر فاعلية بالأدوية اعطاء المريض جرعات منتظمة من مهدئات خاصة لتغيير التركيب الكيميائي الشاذ للدماغ, وتخفض كميات هذه الجرعات مع التلاشي التدريجي للمرض, مع ذلك يحتاج بعض المصابين ايضا الى تناول ادوية مضادة للاكتئاب وبصورة نادرة يتم اخضاعهم الى علاج بواسطة التشنج الكهربائي الصدمة الكهريائية, يشفى العديد من الاشخاص من نوبة الفصام العقلي بدرجة تؤهلهم الى مزاولة نشاطاتهم الاعتيادية. د. مصطفى كيالي