"محمد سعد" شاب سعودي كفيف، قدم مُعجزة في عمق نقطة الضعف لديه، فلقد استطاع بعد توفيق الله تعالى أن ينير دربه من خلال كاميرا يستخدمها لتصوير ما يلاقيه أمامه، كما استطاع أن يتحدى أي عقبة تواجه حياته، بهكذا إصرار ومثابرة.. الأكثر غرابة في قصة هذا الكفيف الموهوب والذي يبلغ من العمر 27 عاماً، يدرب 143 كفيفا وكفيفه على استخدام الأجهزة الإلكترونية للمكفوفين، فضلا عن أنه أصدر مقاطع متنوعة عبر "اليوتيوب" يستعين بها في التقاط الصور، وبالتالي أصبحت الإعاقة البصرية مع محمد لا إعاقة، كونه يستخدم هكذا علم وتقنية ابتكرها قرينه من فئة ذوي الإعاقة، ولا غرابة إذا ما علمنا أن الكثير من المكفوفين الآن استطاعوا أن يتغلبوا على إعاقتهم بهذا الابتكار الإبداعي، وأن يصلوا مستنيري الطريق إلى طموحاتهم وتحقيق أهدافهم. تحدث محمد مطولا عن تجربته في استخدامه لكاميرا التصوير، وكيفية استخدامه ألعاب البلايستيشن، فقد قدم فيلما توعويا وتثقيفيا تحت عنوان"أنا موجود" في هذا المجال، كما أنجز فكرته في "قوائم برايل" والتي تبنتها مجموعة من المطاعم والتي تحوي مجموعة من طلبات المطعم بلغة برايل، وهذه الطريقة تساعد الكفيف على إثبات تواجده في المكان .. واختياره الطلب الذي يريد تناوله من غير مساعدة الآخرين!!. محمد سعد يقوم الآن بنشر ثقافة التوعية عن المكفوفين، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تويتر، وانستقرام، كما أنه متمكن من التحدث والكتابة باللغة الانجليزية، وبهذه الإرادة استطاع مشاهدة العديد من الافلام, كما أنه قدم برنامجا إذاعيا عبر برنامج "سكايب"، فيما يستقبل العديد من المتصلين ويتجاوب مع استفساراتهم، بالإضافة إلى تميز قلمه في تقديم العديد من المقالات ومن أهمها: "مبالغات قد تضر بالكفيف والكفيفة"، وهي تحاكي أسر المكفوفين في أهمية التعامل الأمثل مع الكفيف، والابتعاد عن العطف الزائد، والتفرقه عن أقرانه. هذا الكفيف الموهوب أصبح رئيسا لنادي "رؤية لشباب" والتابع لمؤسسة محمد بن فهد، وقائدا لمجموعة "أنامل مبصرة" التابعة لتسامي، كما حصل على العديد من الجوائز .. من ضمنها "جائزة أفضل مستخدم للحاسب الآلي، وشهادة على احترافه في استخدام المنتجات الصوتية، والعديد من شهادات التفوق، .. بالإضافة إلى أنه حقق شهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي"تويتر" والتي وصلت إلى أكثر من 22668 متابعا، هذه الشهرة التي يعتبرها محمد سعد كما يقول حلقة تصله بالعالم الخارجي ليظهر مواهبه وقدراته، كما تساعده على البعد عن استعطاف الآخرين ونظرات الشفقة والرحمة والنظرة السلبية للمكفوفين. يكفيه فخرا هذا الكفيف، أن المجتمع في الآونة الأخيرة أصبح مجتمعا شبه مبصر، كما بإمكانه أن يقتحم العالم بأكمله من خلال إبداعاته وإنجازاته.