أنهت الهيئة العامة للسياحة والآثار المرحلة الأولى من ترميم محطة سكة الحديد بالمدينةالمنورة التي افتتحها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار خلال هذا الأسبوع، بحضور الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، و الأمير سلمان بن سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة، وذلك ضمن برامج وفعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث الذي يقام حالياً بالمدينةالمنورة. ويمثل المتحف واجهة حضارية لمنطقة المدينةالمنورة، التي تتميز بكثرة المواقع الأثرية ومواقع التاريخ الإسلامي فيها. وقال نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار، الدكتور علي الغبان إن الهيئة قامت بترميم وتأهيل مباني محطة سكة حديد الحجاز في المدينةالمنورة وتحويلها إلى متحف لعرض تاريخ المدينةالمنورة منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، كما نفذت متحفاً آخر بورشة إصلاح القاطرات بالمحطة يعرض تاريخ سكة حديد الحجاز. وأفاد أن متحف المدينةالمنورة بمحطة سكة حديد الحجاز يضم في مرحلته الأولى متحف المدينةالمنورة في مبنى المحطة الرئيسية، ومتحف سكة الحديد في المدينةالمنورة، ويقع في ورشة إصلاح القاطرات، وقاعة المعارض الزائرة والمؤقتة، وقاعة المحاضرات والعرض المرئي، وسوق الحرفيين، إضافة إلى متجر المتحف والمقهى الشعبي، ومطعم القطار، حيث سيتم ترميم 12 عربة قطار ترتبط بمطبخ المحطة، لتحويلها إلى مطعم للعائلات. 14 قاعة عرض وقال الدكتور الغبان «إن المتحف يحتوي في المرحلة الأولى على 14 قاعة عرض، تشمل بهو المتحف، وقاعات: بيئة المدينةالمنورة وتاريخها الطبيعي، والمدينةالمنورة قبل الإسلام، والمدينةالمنورة في العهد النبوي، وقاعة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأولاده، وقاعتي الأنصار والمهاجرين، وقاعة المسجد النبوي». وأضاف: كما ضم «قاعات المدينةالمنورة في عهد الخلفاء الراشدين، وقاعة المدينةالمنورة خلال العصور الإسلامية، والمدينةالمنورة في عهد الدولة السعودية الأولى، والمدينةالمنورة في عهد الدولة السعودية الثانية، والمدينةالمنورة في عهد الملك عبدالعزيز، وقاعة التراث المديني». وأضاف الدكتور الغبان أن المرحلة الثانية من متحف المدينةالمنورة تتضمن إنشاء مبنى بمساحة 12 ألف متر مربع، يحتوي على خمس قاعات هي: قاعة المدينةالمنورة عبر العصور، وقاعة موجودات مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة، وقاعة موجودات المسجد النبوي الشريف، وقاعة الطفل، وقاعة عيش السعودية، لافتاً إلى أن هذه القاعات ستقام فيها عروض رقمية تفاعلية تستخدم خلالها التقنيات السمعية والبصرية الحديثة بهدف تجسيد تاريخ المدينةالمنورة ومخططاتها العمرانية عبر المراحل المختلفة. الهيئة تنفذ برامج مهمة وأكد أن تأهيل متحف المدينةالمنورة يأتي في إطار الجهود التي تبذلها الهيئة العامة للسياحة والآثار، لتأهيل المتاحف في مناطق المملكة كافة، وإنشاء متاحف جديدة، حيث تدرك الهيئة أهمية المتاحف في الحفاظ على تاريخ وحضارة المملكة، مؤكداً أن الهيئة تنفذ برامج مهمة لإحداث تحول ثقافي في نظرة المجتمع تجاه التراث الوطني، يذكر في هذا الخصوص الأهمية البالغة التي كان يتسم بها خط سكة حديد الحجاز التاريخي الذي ينتهي عند محطة ضاحية العنبرية بالمدينةالمنورة أو ما يطلق عليه محليا مسمى الإستيسيون, حيث تأسس هذا الخط الحديدي الحيوي ليسهل على الحجاج مشاق السفر إلى الأماكن المقدسة, فضلاً عن أهدافه الأخرى المتنوعة. وكانت المدينةالمنورة قديما محطة مرور للقوافل التجارية ما بين الشمال والجنوب مرورا بالعلا والحجر مدائن صالح، فضلا عن أنها طريق للحجاج الذين يرغبون في أداء فريضة الحج، حيث أعدت طيبة الطيبة على مر التاريخ أحد أهم المراكز التي تلتقي فيها طرق التجارة والحج قديماً. وانطلقت الأشغال في خط سكة الحجاز عام 1900م حيث كانت نقلة نوعية خففت على الحجاج واختصرت الوقت انطلاقاً من مركزها في دمشق, وهي سكة حديد ضيقة بعرض 1050 مليمترا, وافتتحت عام 1908م, واستمر تشغيلها حتى 1916م فترة قيام الحرب العالمية الأولى ثم ما لبثت أن تعطلت عقب تلك الحرب. تطور تاريخي للمحطة وبدأ العمل في بناء خط سكة حديد الحجاز من منطقة المزيريب في حوران في سورية، وسار محاذياً لطريق الحج البري من دمشق عبر مدينة درعا وصولاً إلى المدينةالمنورة، حيث استطاع الحجاج من الشام وآسيا والأناضول قطع المسافة من دمشق إلى المدينةالمنورة في خمسة أيام فقط بدلاً من أربعين يوماً. وينطلق هذا الخط الذي يبلغ طوله 1320 كيلومتراً, من دمشق ثم يتفرع من بصرى جنوب سورية إلى خطين أحدهما يكمل المسير إلى الجنوب نحو الأردن، أما الآخر فكان يتجه غرباً باتجاه فلسطين, في حين كان مسار خط الحج ينطلق من مدينة دمشق ويعبر سهل حوران ويمر بالمزيريب وعدد من المناطق جنوب سورية وصولاً إلى مدينة درعا ثم إلى الأردن حيث يمر بمدن المفرق والزرقاء وعمّان ومعان على التوالي، ويكمل سيره جنوباً إلى أن يدخل أراضي الحجاز حيث ينتهي بالمدينةالمنورة. ويتبع للخط 132 قاطرة و1700 شاحنة, وتوجد على طريقه حتى اليوم آثار قديمة من كتابات ونقوش ورسوم صخرية, إضافة إلى المنشآت القديمة من مبان ومدن أطلالها لا تزال مشاهدة.