سعادة الدكتور/ ناصح الرشيد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنت قد ارسلت لسعادتكم من قبل رسالة عن حالة اختي المضطربة وقد نشرت في جريدتكم الغراء بعنوان (اخاف على اختي من هذا التغير) واشكركم كثيرا على ما وجدت منكم من جميل التجاوب والاهتمام. سأذكر تفاصيل تتعلق بشخصية اختي وجانبا من البيئة التي نشأنا فيها فنحن لم نعتد التعبير عن مشاعرنا ربما نكون نحب بعضنا لكن لا يوجد اي من المظاهر لعلاقات حميمة ومنذ وعيت على هذه الدنيا لا اذكر ان امي احتضنتني او قبلتني ولم ارها تفعل ذلك مع احد من اخوتي اليافعين حتى اذا واجه احدنا مشكلة فآخر ما نلجأ اليه هو الوالدان. لا اخفيك سرا اني بدأت اشعر بانه من اسباب تفاقم مشكلة اختي طريقة تعاملنا نحن معها بعدما تغيرت فاصبحنا نتجنب الحديث معها الا للضرورة وانا شخصيا لا اود ان احتك بها كثيرا فلربما ساعد هذا الوضع على انعزالها اكثر. ففي المرات القليلة التي كنت ابادر فيها واكلمها ترد علي ردا قاسيا ومن ذلك اني سألتها عندما تخرجت في الكلية عن نسبتها فردت علي بغضب: ولماذا تريدين معرفتها؟ حتى الاحاديث العادية التي تدور بين الاخوات تكون ردة فعلها بنفس الطريقة. بالنسبة للوالد صحيح انه لا يعلم الكثير عنا ولكن حالة اختي لا تخفى عليه، ففي احدى المرات كان يكلمها بشأن شخص تقدم ليطلب يدها فلم تعط لابي جوابا ولم تهتم بالموضوع ولم تبد اي استجابة لحديثه فخرج ابي من غرفتها حزينا متأثرا، هل تصدق اننا كنا نلغي رحلة السفر كلها لانها لا تريد السفر معنا، ولا احد منا يستطيع اجبارها على ذلك. اتمنى ان تكون هذه المعلومات كافية وواضحة وجزاك الله عني خير الجزاء. @@ ...اختكم ح.أ ... احتواء الاخت/ح.. لابد ان هناك شيئا ما في حياة اختك يتطلب تفهم ماهية هذا الشيء الذي دعاها للتحول.. لماذا لا يقوم احد باقناعها بالذهاب الى الطبيب النفسي بأي حجة كانت. بلاشك ان للامور جذورا ورواسب دفعت اختك الى ذلك منها البيئة التي تقولين عنها والتي تحول دون التعبير عن المشاعر وتأكيد الذات.. وربما وجدت اختك ان ما تقوم به هو الطريقة المثلى لتأكيد الذات التي فقدتها لسنوات او كشكل من اشكال الاحتجاج على ما يدور حولها.. فلتكن هناك محاولات مستمرة منكم لتفهمها ومعرفة ما يدور في رأسها.