أوضح الدكتور محمد أحمد طه أستاذ مساعد وأخصائي الفيروسات قسم الأحياء الدقيقة بكلية الطب جامعة الملك فيصل بالدمام والدكتور الحسين جابر الزهراني أستاذ مساعد رئيس قسم الأحياء الدقيقة بكلية الطب جامعة الملك فيصل بأن متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد ( سارس) هو مرض فيروسي سريع العدوى يصيب الجهاز التنفسي وخاصة الرئة. يسبب هذا المرض الفيروس التاجي عادة ما يسبب هذا الفيروسات الزكام والرشح. اكتشف المرض لأول مرة بضراوته الحالية في محافظة قواندوق جنوبالصين في شهر نوفمبر عام 2002 ومنها انتشر إلى فيتنام حيث تم تشخيص المرض لأول مرة بوسطة العالم الإيطالي كارلو أرباني ممثل هيئة الصحة العالمية في مدينة هانوي في فبراير عام 2003. لقد اكتشفت حالات من المرض في هونج كونج وتايوان وكندا ( مدينة تورونتو) وسنغافورا والفلبين والولايات المتحدةالأمريكية وبعض الأقطار الأوروبية. يعتبر العاملون في المجال الصحي والمسافرون للمناطق الموبوءة أكثر المجموعات تعرضاً للعدوى. معدل الوفيات نتيجة لهذا المرض تعتبر عالية وسط المصابين أصلاً بأمراض مزمنة والذين تفوق أعمارهم الخمسين عاماً. وتتراوح عموماً ما بين 5-7%. خصائص الفيروس: ينتمي فيروس المرض إلى العائلة التاجية التي يصيب صنفان منها الإنسان وعشرة أصناف منها الحيوانات كالطيور والكلاب والقطط والخنزير. والخطير في الأمر أن هذا الفيروس تغيرت تركيبته الوراثية إلى فصيلة ضارية جديدة أطلق عليها فصيلة أرباني نسبة للعالم كارلو أرباني الذي اكتشف هذا المرض. يتأثر هذا الفيروس نسبياً بارتفاع درجة الحرارة والرطوبة كما يتأثر أيضاً بالمطهرات والمثبطات وهناك خواص أخرى لم يتم اكتشافها حتى الآن. الأعراض السريرية للمرض: فترة الحضانة لهذا المرض تتراوح ما بين 2-10 أيام وربما تمتد إلى 5 أيام في بعض الأحيان. عندما يصاب الإنسان بالمرض فالأعراض تكون عبارة عن ارتفاع في درجة الحرارة إلى ما يزيد عن 38 درجة مئوية مع ضيق في التنفس واحتفان في الأنف وصداع وكحة جافة مع فتور عام وأوجاع في العضلات. تختلف شدة الإصابة بالمرض ما بين المنخفضة والمتوسطة والعالية نتيجة لعدة عوامل ولا يعتبر المرض مميتاً بدرجة عالية إذ أن نسبة الوفيات منخفضة نسبياً (5-7%) وربما تصل إلى 15% حسب تفارير هيئة الصحة العالمية. طرق الانتشار: ينتشر هذا الفيروس حول العالم وتزداد الإصابة في مرحلة ما بعد البلوغ وغالباً ما يحدث أعلى انتشار في فصل الشتاء وبداية الربيع. ينتقل الفيروس بعدة طرق منها: * التعرض للرذاذ من العطس والكحة. * الملامسة المباشرة لجسم الإنسان المريض. * التعرض مباشرة للسوائل المخاطية وسوائل الجسم الأخرى. * الملامسة المباشرة للأجسام الملوثة بسوائل الجسم. * تعرض أفراد الطاقم الطبي وطاقم التمريض للعدوى أثناء فترة الرعاية الطبية للمريض أو أثناء أخذ العينات السريرية من المريض للتحليل المختبري. * تعرض العاملين بالمختبرات الطبية للعدوى أثناء إجراء التحاليل الطبية. طرق لم تتأكد مساعدتها في الانتشار: * الحشرات المنزلية كالصراصير. * الانتقال عن طريق الماء والطعام. * الانتقال عن طريق نقل الدم مركباته. المجموعات الأكثر تعرضاً للعدوى: * العاملون في المجال الصحي. * المسافرون إلى المناطق الموبوءة بالمرض. * مخالطو المريض من أفراد العائلة. * المصابون أصلاً بأمراض مزمنة والذين تفوق أعمارهم الخمسين عاماً. التشخيص المختبري للمرض: * تؤخذ العينات المناسبة من الدم والبصاق وربما مسحة من الزور وعينة لغسيل الأنف. * تحفظ العينات في درجة حرارة منخفضة وترسل هذه العينات مباشرة إلى المختبر. * الطرق المستخدمة لتشخيص وتصنيف الفيروس هي زراعة الفيروس في المزرعة العضوية. * التشخيص حالياً يتم عن طريق تفاعلات البلمرة المتسلسلة التي تستخدم للكشف المختبري عن الفيروس لتأكيد التشخيص بالكشف عن مكونات الحمض النووي للفيروس بتطبيق هذه التقنيات. السيطرة على المرض: * لا يوجد لقاح ناجح ولا علاج فعال لاستئصال المرض. * أسلوب المكافحة يكمن في تقليل الخطر، باتخاذ الإجراءات الوقائية كاستعمال الملابس الواقية. * تطبيق استراتيجية العزل الصحي للمصابين والحجر الصحي على القادمين من المناطق الموبوءة. * تعزيز إجراءات مكافحة العدوى في المرافق الصحية. * نشر الوعي والتثقيف الصحي. * وضح خطة طويلة الأمد لمكافحة المرض وقطع سلسلة العدوى لمنع انتشار المرض. يعتمد إعداد هذه الخطة على عدة استراتيجيات منها: * إنشاء مراكز مختصصة لمكافحة الأمراض الفيروسية. * الترصد الفعال واليقظة لتحديد أماكن الإصابات. * الاكتشاف المبكر للإصابات بالمرض وإبلاغ الجهات المختصة. * الاهتمام بالفئات الخاصة ذات الخطر المرتفع كالعاملين في المجال الصحي والعائدين من المناطق الموبوءة وكالمصابين أصلاً بأمراض مزمنة والذين تفوق أعمارهم الخمسين عاماً. العلاج: * لا يوجد علاج فعال لهذا المرض حتى الآن. * يعتمد على أخذ بعض العقاقير منها: * ريبافيرين. * انترفيرون. * المضادات الحيوية والفطرية. * مستخلصات الغدة الكظرية ( steroids). * أخذ مصل الدم من المرضى الذين شفوا من المرض. الابحاث مستمرة