اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس امس ان اطلاق صواريخ على مستوطنة اسرائيلية في قطاع غزة وهجوما ادى الى مقتل عامل اجنبي الاثنين الماضي في الضفة الغربية، يشكلان عملا إرهابيا. وردا على العمليات الفلسطينية الاخيرة قال ابو مازن للصحافيين خلال جولة تفقدية في مدينة بيت حانون : هذه عمليات تخريبية ولا نقبل بها. واشار الى الاتفاق الفلسطيني الاسرائيلي الامني وقال : هناك اتفاقات امنية مع الجانب الإسرائيلي وتم الانسحاب من قطاع غزة وبيت لحم. واعرب ابو مازن عن اسفه لحصول بعض الاحداث، موضحا : انسحبوا من قطاع غزة لكن للاسف حصلت بعض الاحداث التي عكرت صفو يوم امس وامس الاول ، نحن كشعب فلسطيني يجب الا نسمح لمن يريد ان يخرب حياتنا ولمن يريد ان يعطل حياتنا ان يفعل ذلك. واستمع ابو مازن الذي كان يرافقه امين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم الى شرح من اصحاب المصانع والمنازل التي دمرها الجيش الاسرائيلي قبل انسحابه من بيت حانون. وخلال اجتماعه مع عدد من اصحاب المنازل المدمرة والمصانع، اعرب ابو مازن عن اسفه الشديد على هذا التخريب لانهم (الإسرائيليون) كانوا يحرثون الارض حرثا حتى لا ينبت الشجر والزرع والنسل. واطلع جميل ابو غليون وهو صاحب مصنع للسيراميك والبلاط هو احد اكبر المعامل المدمرة في المنطقة الصناعية، عباس وعبد الرحيم على حجم الدمار والخسائر التي حلت بالمصنع، موضحا ان قيمتها تتجاوز خمسة ملايين دولار. واكد ابو غليون انهم يدمرون مصانعنا بحجة الامن لانهم لا يريدون التقدم لاقتصادنا. ورأى محمود عباس ان بيت حانون بلدة منكوبة ولا نريد ان تتكرر النكبة وسنعمل على مساعدة اهلنا، موضحا ان الامكانيات ليست كبيرة ولا تتجاوز الحدود لكننا سنعمل على مساعدة من فقد بيته او مصنعه او مزرعته للوقوف على اقدامه من جديد.واكد اننا مصممون على الوصول الى الاستقلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والانساني ، وما دام لدينا الامل فهذا الدمار الذي وقع سيكون شعبنا قادرا على تجاوزه وعلى اعادة البناء. واضاف ان الشعب الفلسطيني مصمم على مسيرة النضال للوصول الى دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف بازالة الاستيطان وبالعودة الى حدود الرابع من حزيران (1967) بحل عادل كامل لقضية اللاجئين على اساس القرار 194. مؤكدا ضرورة تضافر كل الجهود لاعادة البناء،وداعيا الوزراء والمسؤولين الفلسطينيين الى العمل من اجل إعادة الحياة مرة أخرى الى هذه المنطقة. و رأى ان ما رآه في بيت حانون حيث زار أحد المصانع الكبرى المدمرة تخريب متعمد للاقتصاد الفلسطيني وهو تخريب عن سابق إصرار وتصميم في إشارة الى الجانب الاسرائيلي. وتعهد رئيس الوزراء الفلسطيني امس الاول الاربعاء بسجن النشطاء الفلسطينيين الذين ينتهكون الهدنة، وقال : سنقوم بحملة صارمة ضدهم. واضاف : لذلك فانه من الان فصاعدا أي شخص أو أي جماعة أو أي طرف ينتهك الهدنة فاننا سنضعه في السجن. واشار عباس الي ان افراج اسرائيل عن السجناء الفلسطينيين مسألة حيوية لمستقبل خطة السلام الامريكية. مبينا اذا انتظرنا ثلاثة اشهر بدون الافراج عن السجناء فان وقف اطلاق النار سينهار. واذا اغتالوا أحدا ، فانه سينهار. وتحتجز اسرائيل آلاف الفلسطينيين واشار رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى استعداده للافراج عن الفلسطينيين الذين ليس لهم علاقة مباشرة بقتل اسرائيليين. من جهته قال عرفات ان المسلحين الذين وراء هجوم الاثنين سيجري اعتقالهم. وقال مصدر امني اسرائيلي انه تم الافراج عن تسعة فلسطينيين من السجون يوم امس الاول لكن هذا الافراج لا علاقة له باللفتات التي ستقدم للفلسطينيين بموجب خارطة الطريق. وقال راديو اسرئيل انه تم الافراج عن عشرة فلسطينيين امس. من جانب آخر اشاد بوش بشارون في مكالمة هاتفية وحث الفلسطينيين على العمل من اجل تطوير مؤسسات سلمية. وقال مايكل انتون المتحدث باسم مجلس الامن القومي بالبيت الابيض انهما (بوش وشارون) تحدثا بشأن التقدم الذي يتحقق في غزة وبيت لحم. وأثنى الرئيس على رئيس الوزراء شارون بسبب ذلك. ودعا بوش شارون الى زيارة واشنطن فى شهر سبتمبر المقبل، وذكر راديو اسرائيل امس ان هذه الدعوة جاءت خلال اتصال هاتفى اجراه الرئيس بوش الليلة قبل الماضية بشارون وتناول النتائج المترتبة على لقاء شارون مع نظيره الفلسطينى محمود عباس يوم امس الاول، وأضاف ان بوش رحب بالتقدم الذى تشهده الاتصالات بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى. وكانت كونداليزا رايس مستشارة الرئيس الامريكى للامن القومى قد وجهت الدعوة الى السيد محمود عباس لزيارة واشنطن وذلك خلال زياتها لاريحا يوم السبت الماضى لبحث تنفيذ خارطة الطريق لتحقيق السلام بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى. من جهة اخرى عرضت اسبانيا التي استضافت مؤتمرا للسلام في عام 1991 ان تستضيف مؤتمرا مماثلا، واكد نبيل شعث وزير الخارجية الفلسطيني انه سيسعده ان يرى مؤتمرا للسلام يعقد في مدريد. وقال ان الادارة الفلسطينية ستكون سعيدة وفخورة جدا اذا عقد المؤتمر القادم في مدريد. مضيفا ان الحكومة الاسبانية حاولت استضافة مؤتمر سلام العام الماضي لكن الوقت لم يكن مناسبا. منوها وفقا لخارطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط فان هذا المؤتمر ضروري في نهاية عام 2003 أو بداية عام 2004.