@ لم تكن مغامرة الذهاب الى عاصمة الرشيد بغداد سهلة في هذه الفترة فالوضع غير آمن وعدم وجود حكومة جعل العاصمة والمحافظات المحيطة بها تعاني انعدام الأمن والشعور بالاستقرار، الأسلحة في الشوارع والباعة يسترزقون من بيع السلاح.. الفرد تبلغ قيمته خمسة وعشرين دولارا والرشاش يصل إلى خمسين دولارا.. @ ولرغبتي الملحة في زيارة عاصمة الرشيد والوقوف على أطلال بقايا عاصمة كانت هنا ذات يوم.. عزمت الذهاب إلى مركز المساعدات الإنسانية السعودي المتواجد في بغداد والانطلاق منه إلى بقية المحافظات والمدن المحيطة ببغداد.. @ الطريق إلى بغداد عن طريق الشام من اصعب الطرق فالجميع يذهب عن طريق المملكة الأردنية الهاشمية.. أما الطريق من الشام فتوجد فيه صعوبة خصوصا بعدما قامت قوات الاحتلال في بغداد بقصف سيارة أجرة في مركز الحدود السوري لاشتباه وجود عائلة صدام بها وذهب ضحيتها الركاب وعددهم خمسة إضافة لاربعة من حرس الحدود السوري.. @ في كراج العراقيين بالسيدة زينب في دمشق كان الطريق الوحيد الذي يمكنك الوصول إلى بغداد عن طريقه.. ومجرد أن يعرفوا بأنك غير عراقي يبدأون نصب شباكهم عليك بدأ من السعر الذي سيكلفك ونوعية السيارة.. وللخوف الشديد عليك التعامل بحذر مع أصحاب المكاتب تلك.. @ لم تكن عيون أبو فاطمة مدير المحل توحي بالاطمئنان والعراقيين المتواجدين بالخارج يوحون لك أيضا بالشك كي لا تقع في شراك النصب المالي منذ بدأ الرحلة.. وعندما تحدثت مع السائق أوحي لي قليل من الطمأنينة- أبو مصطفي - رجل أربعيني وتم التنسيق معه على أن تبدأ الرحلة الساعة الثانية صباحا فالطريق إلى الحدود السورية يحتاج إلى أربع ساعات تقريبا كي نصل إلى مركز طريبيل والحدود العراقية مقفلة ولا تفتح أبوابها سوى في وضح النهار................