أكدت شبكة "CNN" الأمريكية، أن مصادر أمنية في الأنبار العراقية كشفت لها، أن مقاتلي الدولة الإسلامية بالعراق والشام -أو ما يُعرف ب"داعش"- تسيطر على بلدة الرطبة، التي تبعد 70 ميلاً (نحو 112 كيلومتراً) عن الحدود السعودية والأردنية. وبيّن المصدر أن السيطرة على هذه البلدة التي لا تفصلها أي بلدات أو مدن أخرى عن حدود "طريبيل" مع الأردن، تم السيطرة عليها من قِبَل "داعش" صباح أمس الأحد، بعد اشتباكات مع القوات العراقية التي انسحبت من المكان.
من جهتها، زعمت "داعش" على صفحة تستخدمها لتمرير بياناتها ومعلومات عملياتها في العراق، أنها تمكّنت من السيطرة أيضاً على الجانب العراقي من حدود "طريبيل" مع الأردن؛ نافية الأنباء التي تؤكد أن القوات العراقية هي التي تسيطر على الجانب الآخر من الحدود مع الأردن؛ حيث قالت: "هرب الرافضي مدير معبر طريبيل الحدودي مع الأردن بعد تقدم الدولة الإسلامية بالعراق والشام".
الاستعدادت الأردنية من جهته قال الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني في تصريح مقتضب لشبكة "CNN": "دخل الأردن أمس عَبْر المعبر الحدودي مع العراق 228 شخصاً وغادر 207 آخرون، وإن آخر حركة كانت في حدود الساعة السابعة النصف مساء.. ويقول المسؤولون على الحدود إن الأوضاع غير طبيعية على الجانب الآخر من الحدود، نلتزم بهذا التصريح".
وعن مدى جاهزية القوات الأردنية لهذه الأوضاع، قال "المومني" في تصريح له على قناة العربية: "نحن قلنا وأؤكد أن أجهزتنا العسكرية والأمنية حاضرة، منذ بدء الأزمة اتخذنا الإجراءات اللازمة وعززنا جاهزيتنا للدفاع عن أمننا".
حرب المعابر وفي سياق متصل كتب "إيليا ج. مغناير" في صحيفة "الرأي" الكويتية عن نفس الواقعة قائلاً: "لا تزال المعارك دائرة على أشدها في بلاد الرافدين؛ حيث تبقى الغلبة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، الذي يسجل الانتصار تلو الآخر على جبهات متعددة، ويحافظ على ما أنجزه من تقدم منذ الخامس من هذا الشهر، يوم الهجوم الأول على مدينة سامراء؛ لتسقط المدن والقرى بيده ويد حلفائه".
وتابع: "قالت مصادر عسكرية عراقية إن قوات "داعش" سيطرت على معبر طريبيل الحدودي بين العراقوالأردن، وكذلك على بلدة الرطبة القريبة من الحدود الأردنية، كما سيطرت على معبر الوليد مع سورية، وأكدت مصادر قيادية عراقية لصحيفة "الرأي": "استطاع داعش السيطرة الكاملة على معبر البوكمال من الجهتين الشرقية والغربية ضمن محافظة الأنبار؛ مما يجعله على مسافة أقل من 100 كم من الحدود السعودية".
دعم العشائر ووفقاً للصحيفة الكويتية؛ فقد شرحت المصادر أن "قوات داعش -مدعومة من عشائر محافظة الأنبار- استطاعت إحداث تقدم نوعي؛ مما سيُمَكّنها من التحرك بحرية كبيرة بين العراق وسورية، وزج المقاتلين والأسلحة بالاتجاهين، كما أن هناك تحركاً قوياً في مدينة الفلوجة ومحيطها؛ مما يعكس تحركاً ممنهجاً للمسلحين باتجاه العاصمة من ناحية الفلوجة باتجاه أبو غريب؛ حيث توجد بيئة حاضنة وخلايا تعمل من الداخل وجاهزة للانقضاض على القوى الأمنية، وكذلك في محيط المطار الدولي؛ إلا أن التدابير اللازمة قد اتُّخِذت لمنع تكرار حدوث سيناريو الموصل؛ "حيث بدأ الحراك العسكري من الداخل ليفاجئ القوات الأمنية"، مضيفة أن "مدينة بغداد تعتبر آمنة والتدابير الصارمة التي اتخذت في أنحاء العاصمة كافية لمنع أي هجوم عليها".
وتؤكد المصادر القيادية أن "تجميع القوات العراقية والمتطوعين لا يزال جارياً على قدم وساق؛ فمن الطبيعي ألا يتحرك جيش نظامي بسرعة المسلحين ذاتها؛ إلا أن الاتجاه يسير وفق خطة متكاملة في اتجاهات عدة لضرب "داعش" باتجاه "تكريت" شمالاً، وشرق العاصمة باتجاه "خانقين" وغربها باتجاه "الفلوجة" مدعوماً بالسلاح الجوي والعمليات الأمنية التي لم تتوقف منذ أسبوعين".