النكران الذي يوصل اهله للجحود لا يحرم على اولئك اكل قوت الضعيف الا من رحم ربي - واذا كانت معطيات الارض الايجابية من القوة الضاربة بمكان فمن العسير ان تنثني قامات الرجال الا لبارئها, فهو (جل جلاله) وحده المانح لها بجملة من الاسرار التي يعبر عنها بالقدرات فما يزيدها الا ثباتا وعزما, وطموحا لا ينكسر ابدا. زاول فنه وهو يمارس عمله - كفني صيدلة - وكلما لاحت له فرصة في ظل عدم وجود عميل راح يترجم مالديه على شباك صرف الادوية ايمانا منه بانه متى ما غادرت تلك اللحيظات العجلى, والبارقة استعصى على المبدع تجسيد ابداعه فكان سباقا الى ترجمتها وعمل بجهد عرفه البعيد قبل القريب اتهمه اقارنه من الفنانين بالمتاجرة بالفن بمجرد تجاوزه لضروب العادة التي ساروا عليها, وحيكت له الاقاويل نظير اسقاطه العمل الفني على وريقة مستطيلة الشكل تدعى ب: البوستر تسهل على المنتفع بها حمل ذكرى لهذه المنطقة بريشة فنانها, ولا تثقل كاهل جيبه مما فسر لدى اولئك بالتجارة فطابت نفس فناننا, ولجأ الى عمل المجسمات التي خاطب بها ضمائر ابناء الاحسائيين وبخاصة مسئولو بلديتها, لكن دون استشراف, وظلت اعماله الثلاثون المجسمة تشكو وبحسرة من عدم وجود من يقدرها, الا ان بعضها قدر من ابناء الراشد (مجسم سلة الرطب), على الخرس (مجسم البشت), وقلة قليلة من المقدرين الذين يوصونه باسم عمل ما فتحفر كلتا يديه اسم ومضمون العمل المنوط به كمجسم (رمان الباحة) وعمد بعدها الى فن الكاريكاتير وعرض نتاجه الخصب - ولا شك على الغذاء الروحي في ذاكرة الصحف الخليجية التي قدرته حق تقديره فضلا عن العربية لذا كان هناك من الطلبات الملحة من احد رجال الاعمال لاخراجها تحت مسمى (مجلة ابتسامات) ومن صفات رسام الكاريكاتير لدى فناننا : سرعة البديهة و القدرة على الابتكار, روح الفكاهة, الثقافة, والتقاط الاحداث السلبية وتحسسها وتحويلها الى نتاج كاريكاتيري ساخر, كان كل ذلك احمد بن عبدالله المغلوث احد مواليد سنة 1367ه في حي السياسب بمدينة المبرز منطقة الاحساء الذي طرد شبح عقدة الشهادة الجامعية لدى غيره فأخذها بالانتساب من جامعة الملك عبدالعزيز بمدينة جدة تخصص تاريخ مستدلا بالأمثلة من فطاحل الادب والتاريخ كالعقاد والجاسر, وجاء بعد وطأة جراح عدم التقدير ليفجر ما عجز عنه غيره بولادة الجائزة التشكيلية التي تحمل اسمه على مستوى المملكة. ان الرجل غير متحفظ اذا ما اريد منه تشخيص تجاربه خاصة وتجارب غيره عامة لأنه مدفوع بحرقة طالته, وانتاجه معا فتصنيف من هم على الساحة التشكيلية لم يعق الرجل قط فهناك من خدم بمال غيره, وروج له او من دعم من قبل الدولة وهناك من هم التاعبون والمتعوبون على هذه الارض الذين اوجدتهم الفطرة لخدمتها كعبدالحميد البقشي الذي تعلم منه الكثير ويشحذ ذاكرته ليعلن ان الجداريات كانت منطلق تعرفه بعبدالحميد اما الحركة التشكيلية على المستوى النسائي فلم يخص الا اللاتي يقدرهن, وعلى التحديد اعمال كل من: زهرة بوعلي, هيا الصويغ, وبدرية الناصر ومن عداهن فلا يتجاوزن مراحل البدايات, والمشوار أمامهن طويل ان محيط الرجل الاجتماعي صغير يكاد لا يتجاوز الجار الثاني لمنزله, ومتابعة اعمال استاذه على مستوى التشكيل وفنان الكاريكاتير البحريني الجنسية عبدالله المحرقي واقرانه من الفنانين امثال: الزواوي, علي الغامدي, علي فرزات, حماد الجعيد, محمد الخنيفر, عبدالمنعم الزعبي, محمود كحيل, والفنان الفرنسي بلانتو, وكينونة الرجل, تأبى الا ان تسجل المواقف التي يجب ان تحتذى بالعمل كما هي مسؤوليات وواجبات فردية هو ايضا مسؤوليات وواجبات جمعية مؤسسية لذا اطلق دعواته القديمة الجديدة لكافة القنوات الرسمية كجامعة الملك فيصل, كلية المعلمين, كلية الشريعة, وادارة التربية والتعليم بمنطقة الاحساء بأن تأخذ على عاتقها ايجاد كل السبل نحو الدعم والرقي بموهبة الفن بشكل عام, عمد فناننا الى توظيف كل وقته لفنه وابنائه وذلك منذ تعرضه للصدمات, السلبية على المستوى الوظيفي, فاستأثر الابناء بنصيب الاسد من عصارة ابيهم الفنية بذا انسحب على محمد، اسماء وفيصل انسحب عشق ابيهم للفن فتلبسهم بالايجاب وعلى نحو يدعو لاعجاب ودعم حان منه.