يثير تعثر الولاياتالمتحدة ازاء التحديات العديدة التي تواجهها في اعادة اعمار العراق واعادة النظام اليه تخوفا متزايدا في الكونجرس الأمريكي الذي يخشى تورط القوات الأمريكية في حلقة مفرغة. فبعد حوالي شهرين على اعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية في الاول من مايو لا تزال القوات الأمريكية والبريطانية تتعرض لهجمات شبه يومية وتتكبد خسائر مما يزيد من مخاوف البرلمانيين الأمريكيين. وقال السيناتور الجمهوري ريتشارد لوجار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاربعاء لدى عودته من زيارة خاطفة الى العراق برفقة زميليه الديموقراطي جوزيف بيدن والجمهوري تشاك هيجل ان ثمة حربا لا تزال جارية. ورفض الحاكم الأمريكي في العراق بول بريمر في اليوم نفسه التحدث عن حرب. وقال لشبكة (سي ان ان) ان هناك جيوب عنف لكن لا شك ان القوات الأمريكية والبريطانية ستنتصر" ولو انها تواجه آلاف العناصر المعادية، معتبرا ان ميزان القوى لصالحها. ولفت السيناتور لوجار الى ان الكونجرس والرأي العام يجب ان يعلما ان الأمريكيين سيضطرون الى البقاء لفترة طويلة في العراق. ومن جهته رأى السيناتور هيجل انه من المستحيل التكهن كم من الوقت ستبقى القوات الأمريكية منتشرة هناك، مشيرا الى ان على الجمهور ان يدرك ان هذا سيمثل ايضا كلفة ضخمة على الموازنة. وعبر السيناتور بيدن عن انتقادات اشد لهجة لنهج ادارة بوش في العراق فاتهمها بانها اخطأت الى حد بعيد في تقدير مدى التحديات قبل التدخل العسكري ضد نظام صدام حسين. وقال متوجها الى الصحفيين: هناك حقا هوة سحيقة بين تطلعات الادارة والواقع مشددا على ان العديد من الخبراء الديموقراطيين والجمهوريين على حد سواء حذروا اعضاء الادارة بهذا الشأن. واوضح انه خلافا لما كان البيت الابيض يظن، لم يكن من الكافي اجراء عملية تطهير في صفوف الجيش والشرطة والبيروقراطية لتخليصها من العناصر البعثية حتى تعمل هذه المؤسسات بشكل جيد. وتابع ان انجاز هذه المهام فضلا عن اعادة تأهيل البنى التحتية التي اهملت على مدى ثلاثين عاما سيتطلب استثمارات ضخمة معتبرا ان المداخيل النفطية العراقية التي قد تصل في افضل الظروف الى14مليار دولار عام 2004، لن تكفي اطلاقا لتغطية كل هذه النفقات. واجمع الاعضاء الثلاثة في مجلس الشيوخ على ان الوقت حان ليطلع الرئيس بوش الشعب الأمريكي على ضخامة المهمة في العراق وينبهه الى وجوب الاستعداد لالتزام عسكري ومالي طويل الامد. واوضح تشارلز بينا مدير الابحاث حول الدفاع في معهد كاتو في واشنطن ان استياء البرلمانيين ناتج بصورة خاصة عن رفض البنتاجون اعلان توقعات حول مدة عملية الاحتلال وكلفتها، علما ان نفقات هذه العملية تقدر حاليا ب 5ر3 مليار دولارفي الشهر. ورأى الخبيرالمستقل ان المفارقة الاليمة بشأن الوضع في العراق هي انه كلما طال وجود الولاياتالمتحدة هناك في اطار جهودها ولو الحميدة لبناء دولة ديموقراطية زادت نقمة العراقيين على المحتل. واوصى السيناتور بيدن باللجوء الى المساعدة الدولية والى قوات الحلف الاطلسي لمنع تورط الولاياتالمتحدة في حلقة مفرغة، غير ان هذا الحل لا يبدو مطروحا في الوقت الحاضر بالنسبة لادارة بوش.