التوصيات التي تسلمها سمو ولي العهد الامين اثناء استقباله العلماء والمفكرين المشاركين في اللقاء الوطني للحوار الفكري يوم أمس الاول تضمنت سلسلة من النقاط الرئيسية التي تهم مصالح المسلمين في هذه الفترة تحديدا التي تتعرض العقيدة الاسلامية السمحة فيها لهجمات مغرضة من بعض الوسائل الاعلامية الغربية الحاقدة التي تريد النيل من الاسلام والمسلمين لاسيما في اعقاب احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، فثمة تحديات ومخاطر كبرى لاتواجهها المملكة وحدها، بل تواجهها الامة الاسلامية بأسرها، بما يحتم على علماء المملكة وعلماء بقية الاقطار الاسلامية الاسهام بشكل فاعل ومؤثر لمعالجة الازمات والضغوط التي يتعرض لها المسلمون في كل مكان، ولاشك ان الترتيب لعقد اللقاء الوطني للحوار الفكري بالمملكة ناقش العديد من القضايا الملحة التي تواجه الوطن، كما كان لهذا اللقاء اثره الملموس في توثيق عرى الوحدة الوطنية وتوثيق الصلة بالعالم الاسلامي في اطار من الوسطية والاعتدال، وتدل المحاور التي طرحت للنقاش والبحث على اهمية هذا اللقاء الحيوي، فقد ركزت تلك المحاور على ترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية داخل المجتمع السعودي المسلم من خلال التعريف بها وغرس فضائلها في النفوس، والتشديد على الابتعاد عن الغلو، وربط الفتاوي المعاصرة مباشرة بالواقع الاجتماعي الذي تعيشه الامة، وكذلك دراسة العلاقات والمواثيق، الدولية وآثار فهمها على الوحدة الوطنية وكيفية التعامل مع غير المسلمين وفقا لتعاليم الكتاب والسنة, وشرح مفاهيم الجهاد في الاسلام واحكامه، ولاشك ان اللقاء الذي اعتمد خطاب سمو ولي العهد اثناء افتتاحه وثيقة رئيسية لما جاء فيه من معان وافكار ومضامين بناءة يجيىء في وقت مناسب يتناسب مع تلكم الاخطار والهجمات الشرسة التي تمس العقيدة الاسلامية وتمس الوحدة الوطنية في آن، فتلك الهجمات تستهدف زرع عوامل التنافر والشقاق والخلاف داخل المجتمع وهدم تماسكه وترابطه و اواصر العلاقات الاخوية بين افراده، وقد ابلى اللقاء بلاء حسنا في طرح الكيفية العقلانية التي يمكن معها في ضوء ما يشهده العالم من مستجدات ومتغيرات حولت هذا الكون على اتساعه الى قرية صغيرة لاسيما في المجالات الاتصالية والمعلوماتية من التعامل الصحيح معها بما يحمي الدين، والوطن والمواطن دون غلو او تشدد بل بحوار علمي هادىء يعتمد على الموضوعية والبعد عن التنافر ووحشة القلوب واساءة الظن، ولاشك ان النوازل التي تشهدها الامة الاسلامية في حاضرها اليوم تعود في اساسها الى الابتعاد عن كتاب الله وسنة خاتم انبيائه عليه الصلاة والسلام، فالعودة اليهما في القول والعمل كما اوصى اللقاء يعد نهجا راشدا وصحيحا لقوة الامة الاسلامية وبناء شعوبها على قواعد سليمة.