لاشك في ان عملية التفجير التي تمت في الرياض وغيرها من عمليات سابقة تبقى دائما في مخيلتنا مرعبة ومؤلمة لانها كانت ومازالت ارهابية في طبعها وطبيعتها وفي اسلوبها، وارهبت المواطن والمقيم على حد سواء، ويتمت ورملت. لقد اضرت بمفهومنا وسمعتنا الامنية، انها لم تحقق ما استهدفته، ولم ترهب لا أمريكا ولا اسرائيل ولا أعداء العرب والمسلمين. بل اساءت إلينا دينا وقوما ودولة وحتى اقليما. هذه العملية تخريبية، استهدفت احد معالمنا السكنية ودمرت بنية محلية استثمر فيها المواطن السعودي أموالا طائلة بدلا من استثماره في الخارج، فهؤلاء لم يخربوا في بلاد الاعداء وانما خربوا في بلادهم. الفرق بين الارهاب والمقاومة هو في المغزى والهدف، ان ما يقوم به الفلسطينيون في فلسطين هو مقاومة لاستعادة حقوقهم وارضهم من المحتل، ولكن اوغاد عملية الرياض وغيرها من العمليات لا يمكن ان نسميهم الا ارهابيين. الذي يحاول ان يفهم ما حدث في الرياض سيجد ان هذه المجموعة ضلت الطريق ولا تعي ما تعمل، ومن المؤكد ان معاييرهم ومفاهيمهم لا تحترم المواطن ولا المواطنة ولا تتمتع ولا بذرة من الوطنية. يبدو انهم اقرب ما يكونون الى مجتمع الغاب ويريدون ان ينافسوا الصهاينة في مجال الارهاب ولو حتى ان كان على حساب ذويهم. ألا يشعر هؤلاء المفسدون انهم بما عملوه من عمل شائن حققوا رغبة العدو والاعداء؟ اعداء العرب والمسلمين الذين يريدون ان يبقى الارهاب وينمو في وطننا واقليمنا ويسعدهم كثيرا ان يروا ذوينا يخربون في ديارنا. أيا كانت هذه الاعمال التخريبية فنحن قادرون دولة ومواطنين على امتصاصها والتغلب عليها وتهميش هذه الزمرة والقضاء على هذه النزاعات من جذورها. يجب علينا ان نتعمق في فهم كيف نتجت وترعرعت وتبلورت هذه الزمرة الضالة، وكيف وصلت الى هذه الدرجة من القناعة بهذا الانحراف والارهاب، هل هو التعليم الموجه او الاعلام الخاطئ، ام تنوع الفتاوي والمفتين، ام هي التربية الاجتماعية. هل هو نتاج فتح الباب خلال السبعينيات والثمانينيات لعدد كبير من الشباب حتى في عمر المراهقة بالتسكع في بلاد الله من افغانستان الى الشيشان بمسمى الجهاد والحرب لحساب الغير والدفاع عن الغير أحجار شطرنج يلعب بها الآخرون، هل نعتبر هذا الارهاب مولود هذه المرحلة؟ وهل هؤلاء هم خريجو هذه المغامرات لينعتون بعرب افغانستان وعرب الشيشان؟ الذين أساءو الى علاقاتنا الدولية، فلا افغانستان شكرتهم بل حملتهم كالمواشي الى غواتيمالا، والبعض منهم بيعوا على الجهات الاستخبارية كارهابيين. اعتقد انه حان الوقت ان ندرس بجد وتعمق اعلان مبدأ عدم السماح للمواطن السعودي بأن يحارب في ارض الآخرين لحساب الآخرين، هذا البلد احق بهم ليرفعوا شأنه ويطوروا اقتصاده ويقووا عناصر أمنه ويكونوا لبنات خير في سبيل المصلحة العامة، هذا الانفلات الذي كان يجب الا يكون وان يلاحق فاعلوه. يجب علينا ان نصل الى قرار في هذا الامر وان يحرم من يخالف هذا القرار من جنسيته. مستشار اقتصادي