قالت عين الزمان: عندما تريد معرفة مستوى تقدم شعب ما، وتطور انسانه، وتحضره، ومدى استفادته من معطيات عصره، ما عليك سوى التوجه الى مؤسساته التعليمية، ودوائره الحكومية، والنظر الى كيفية تعامل منسوبيها، مع مراجعيها، فان رأيتهم يجيدون التعامل الحضاري، الانساني، المستمد من قوانينهم سواء كانت سماوية او وضعية، فأعلم رحمك الله، ان هذا الشعب سيصل لامحالة الى حيازة احترام ذاته المؤدي الى احترام الشعوب الاخرى لانسانه، وربما جعله قدوة لها في محاولة لتعميم تجربته في مجتمعها، وسوف يشعر من ينتسب لهذا المجتمع، بالثقة بالنفس، والاعتداد بها، وذلك مما يؤدي، لحب الوطن، والاخلاص له، ولنشر معتقد تلك الامة بكل سهولة ويسر بين أمم الأرض.. دعونا نتخيل، ماذا لو ان احد الباحثين، في (علم الاجتماع) من ابناء الشرق، او الغرب، اعراه حب الاستطلاع وخوض غمار مجتمعنا الاسلامي، بناء على مايسمع عن الاسلام، واننا البلد الوحيد، الباقي على تطبيقه للشريعة الاسلامية كما امرنا الله، وماذا لو تسلل هذا الباحث، خلسة الى بعض دوائرنا ومؤسساتنا، كمراجع عادي دعته الحاجة الى ارتيادها، ما الفواجع التي سوف يكتشفها في هذه المباني الضخمة، والمكتظة بالمراجعين، على اختلاف فئاتهم، لاشك في انه سيرى عجبا.. قالت عين الزمان هذا، وهي تشهد معاملات بسيطة تتعقد للعديد من الشباب من اقاربها، عند بعض الدوائر الحكومية، وتخص بالذكر (المرور) ففي هذه الدائرة لن ينجز لك عمل ما، مالم تكن لديك معرفة، او تربطك علاقة من نوع ما بأحد منسوبيها، والا سوف تبقى متجولا بين الاقسام تهدر وقتك وجهدك وتستأذن يوميا من عملك، وتتخبط بين الوجوه، حتى تمل وتخشى من ضياع وظيفتك، وتوكل امرك لله يأخذه من غريمك يوم القيامة، حيث تتركهم وتمضي لشأنك.. فلا هذه الدوائر استفادت من تقنية الحاسب الآلي في تنظيم المعاملات، والقضايا، ولا هي دربت الانسان العامل لديها على احترام انسانية المراجع واحترام وقته، وجهده المبذول فيما لايجدي. لم عندما يغيب موظف ما تتعطل المعاملات، ولم؟ ولم؟ العديد من المواقف المخجلة، والتي يتكدس العديد منها في ذاكرة صديقتي، وغيرها.. فهل من مغيث؟!