يقف «ث.ش» مكتوف الأيدي، أمام صرخات ابنه من الآلام المبرحة، التي تداهمه من وقت لآخر، فلا يقدر على صنع شيء، سوى أن يشارك ابنه البكاء والألم. على مدى خمس سنوات، اعتاد الأب أن يحمل ابنه إلى المستشفيات، لعل وعسى يجد علاجاً له، ولكن كل الأطباء أجمعوا على أن علاج الصغير غير متوافر في المملكة، وعليه السفر للخارج، بيد أن الحالة المادية للأب لا تسمح. يظهر في الصورة تضخم الفخذ اليمنى بسبب تشوه الأوعية الدموية (اليوم) ويقول الأب : «منذ ولد ابني محمد، وهو يعاني من ألم غريب في فخذه اليمنى، وهو الآن في الخامسة من عمره، وتأتيه نوبة آلام مريعة مصحوبة بانتفاخ وتضخم عجيب في كامل فخذه اليمنى»، مضيفاً «لا نملك وإياه إلا البكاء، وقد ذهبت به لجميع مستشفيات المنطقة، سواء الأهلية أو الحكومية، وأجمع الأطباء انه يعاني من تشوه خلقي للأوعية الدموية (مستوعب دموي كبير) بطول فخذه حتى أسفل الركبة». وتابع الأب «هذه الحالة تأتيه بشكل دوري كل شهر ونصف الشهر، وتستمر لمدة عشرة أيام، لا ننام فيها الليل، جراء بكائه المستمر من الآلام، مما أثر سلباً على نفسيته وشقيقته، ووالدته بشكل أصبح الوضع فيه لا يطاق». أفادني الأطباء أن هناك علاجاً لمثل هذه الحالة في ألمانيا، خاصة أن المستوعب الدموي ضخم جداً، ولا تستطيع المنشآت الصحية علاجه، إلا المتخصصة في مثل هذه الحالاتوأوضح الأب «أفادني الأطباء أن هناك علاجاً لمثل هذه الحالة في ألمانيا، خاصة أن المستوعب الدموي ضخم جداً، ولا تستطيع المنشآت الصحية علاجه، إلا المتخصصة في مثل هذه الحالات»، مبيناً أن العلاج عبارة عن «ابر تحقن بها فخذه، لإغلاق تشوهات هذه الأوعية الدموية، وهي تتمدد مع الوقت، فيما لو تركت ولم تعالج»، مؤكداً «يعلم الله انني أنهكت مادياً، ولم يعد باستطاعتي عمل شيء حيال هذا الموضوع، إضافة لإيجار الشقة، وآمل أن أجد من يقف بجانب ابني، ويساعده على التخلص من آلامه، كما آمل أن أحكي لابني في يوم من الأيام، عن وقفة صاحب القلب الأكبر معه، عندما أغلقت كل الدروب».