نجح فريق طبي سعودي في مستشفى الملك فهد بالهفوف بفضل من الله وفي إنجاز طبي كبير وعملية نادرة من إعادة يد مواطن مبتورة بشكل كامل من منتصف الساعد وذلك بعد نحو 7,5 ساعات من بترها إثر حادث انقلاب تعرض له المواطن على طريق صفوى الجبيل الصناعية ظهر الخميس الماضي. وكشف في تصريح خاص ل (الرياض) الدكتور احمد بوعيس استشاري جراحة عظام وعظام الأطفال في مستشفى الملك فهد بالهفوف أن المريض وصل إلى المستشفى في تمام الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة من مساء يوم الخميس ليل الجمعة وهو يعاني من بتر كامل للساعد من منتصف اليد اليمنى، فتم على الفور إدخاله إلى غرفة العمليات، (وذلك بعد أن تم بالطبع إخطار المريض وأقاربه وأخذ أقرار خطي علي الخطورة على كافة الاحتمالات المتوقعة في مثل هذه الحالات الحرجة ومنها إمكانية إعادة اليد من جديد ومدى قبول اليد من عدمها) فتم بعد ذلك البدء في إيصال العظام ليعطى الأطباء الباقين خلفية مستقرة للعمل بشكل أفضل فتم ذلك بالفعل ليأتي الدور على أطباء الأوعية الدموية حيث بين الدكتور محمد الممتن استشاري جراحة قلب وأوعية دموية والدكتور علي السلمان استشاري جراحة الأوعية الدموية أنهما وبعد استخراجهما للأوعية الدموية من الطرفين المبتور والمبتور منه رأوا عدم إمكانية التوصيل المباشر للأوعية الدموية فقاما بعمل جسور من الأوعية الدموية التي توصل الأوعية بين الطرفين، فتم أخذ أوعية دموية من الساق الأيمن فعمل بها 4 جسور، وأثناء ذلك وحفاظاً على اليد من الموت قاما بعمل جسر مؤقت لإعادة الدورة الدموية وإطالة عمر اليد، فتم بعد ذلك توصيل شريانين ووريدين، ليتدخل فريق العظام مرة أخرى ويقوم بالتثبيت الداخلي، وأوضح الدكتور مصطفى أبوزيد استشاري جراحة تجميل أنه وبعد ان أكمل أطباء الأوردة والعظام عملهم قمت بتوصيل الأعصاب والعضلات، ومن ثم بأخذ رقعة جلدية من الفخذ لتغطية الجلد المفقود من مكان الإصابة، وبين أنه تم بعد ذلك التأكد من أن الطرف المبتور دافئ والنبض فيه جيد والتروية الدموية جيدة. وأشار الدكتور احمد بوعيس أن المريض يحتاج إلى فترة تتراوح ما بين 9 أشهر - سنة كاملة ليتمكن من تحريك الأصابع مؤكداً أن وضع اليد وبعد مرور 12 ساعة مطمئن ولله الحمد فالدورة الدموية جيدة ومعدل الأكسجين في نهاية الأصابع أكثر من 99 ٪ والنبض بشكل ممتاز وذلك كله أمر نشكر الله تعالى عليه . إلى ذلك وجه كلٍ من الدكتور أحمد بوعيس والدكتورمحمد الممتن نصيحتهم لكل من يصاب لا قدر الله بمثل هذه الحالات ويفقد عضوا إلى ضرورة أن يقوم بتغطية الجزء المبتور منه بقطعة قماش والضغط بشدة عبر الرباط حتى يتوقف النزيف، وبالنسبة للجزء المبتور عليه أن يحمله إلى أقرب مستشفى وأن يتم تنظيفه بأسرع وقت بالماء البارد، ومن ثم حفظه داخل كيس ووضعه في ثلج مع التنبه إلى عدم ملامسة الثلج للعضو لأن ذلك يؤدي إلى موته، وبعد ذلك معرفة أن الوقت عامل مهم جداً جداً في هذه الحالات، والوقت الذي يجب إحضار العضو خلاله هو بالنسبة لليد أو القدم يتراوح مابين 4 6 ساعات، والأصابع من 8 - 12 ساعة وإذا تجاوز ذلك فإن العضو سيكون عرضة للموت . من جانبه عبر مدير المستشفى الدكتور عبدالمحسن الملحم عن سعادته بما تحقق من إنجاز، مؤكداً أن ذلك لم يكن ليأتي لولا الله ثم الدعم اللامحدود الذي يلقاه الكادر الطبي السعودي من ولاة الأمر يحفظهم الله، وكذلك ما تقدمه وزارة الصحة ممثلة في معالي الوزير الدكتور حمد المانع من مساندة سخية لكافة المستشفيات والأطباء في مناطق المملكة ليتمكنوا من تحقيق مثل هذه النجاحات، وكذلك دعم مديرية الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، وأكد أن المريض يحظى في الفترة الحالية بعناية كبيرة جداً من قبل الفريق الطبي الذي أجرى العملية، وملاحظة ما إذا كانت هناك التهابات أو أي مشكلة أخرى . أما المريض حمد الخالدي (38 عاماً) فقد عبر ل (الرياض) عن سروره وشكره البالغ لإدارة المستشفى وللفريق الطبي الذي أجرى العملية الذي اعتبرهم مفخرة للوطن وجميع المواطنين، ووصف الخالدي ما حصل خلال الحادث قائلاً : لقد كنت عائداً من عملي في مدينة الجبيل الصناعية وبالقرب من أم الساهك في محافظة القطيف اصطدمت سيارة بشاحنة لترتد وتصطدم بي ولتنقلي إلى الخط الآخر، وأحمد الله أنني لم أفقد الوعي حيث شاهدت يدي مبتورة فقمت بحفظها وطلبت ممن نقلوني وضعها في ماء بارد، ليتم نقلي إلى أحد المستشفيات في القطيف ومنها إلى مستشفى آخر في مدينة الخبر ومنه إلى مستشفى الملك فهد بالهفوف كونه متميزاً في إجراء هذا النوع من العمليات الصعبة، ويعلم الله أنني وبمجرد أن رأيت الطاقم الطبي هو سعودي شعرت براحة نفسية كبيرة وزاد أملي في نجاح العملية بعد أن كنت أشعر بحالة من الحزن والأسى، وبالفعل تمت العملية التي احمد الله على نجاحها وعودة يدي على يد أطباء سعوديين يعدون بالفعل مفخرة لكل سعودي.