لا تملك كولومبيا شيئا تخسره في بطولة القارات لكرة القدم التي تستضيف فرنسا نسختها السادسة من 18 الى 29 يونيو لذلك ستحاول استعادة شيء من سحرها المفقود الذي ميزها زمن لاعب الوسط صانع الالعاب كارلوس فالديراما صاحب الشعر الطويل، والحارس رينيه هيغيتا "المتألق دائما" في الوقوف خارج منطقته. ولم يكن تأهل كولومبيا وتمثيلها للقارة الامريكية الجنوبية في هذه البطولة العالمية عن جدارة وانما جاء على حساب منتخبات من الصف الثاني دفعت بها الدول الاعضاء الى كأس الامم التي استضافتها على ارضها عام 2001. وكان السبب الرئيسي لعدم الزج بالمنتخبات الاولى هو الخوف على اللاعبين الدوليين والمدربين من اصحاب الوزن الثقيل بسبب انعدام الامن في هذا البلد الذي تعيث به عصابات المافيا فسادا، وكانت البطولة مهددة بالالغاء اثر خطف نائب رئيس الاتحاد الكولومبي للعبة قبل ان يتم الافراج عنه بعد ايام. وكان تدرج كولومبيا وتأهلها الى النهائي قبل احراز اللقب على حساب منتخبات متواضعة هي فنزويلاوتشيلي والاكوادور في الدور الاول، والبيرو في ربع النهائي، وهندوراس المشاركة بدعوة في نصف النهائي، ثم كان هدف مدافع انتر ميلان الايطالي ايفان كوردوبا في مرمى المكسيك كافيا لمنحها اللقب لكنه لم يطرد كليا علامات الاستفهام التي تلف مستقبلها. ولا تملك كولومبيا سجلا باهرا على صعيد كأس العالم، فهي تأهلت الى النهائيات في ايطاليا 1990 للمرة الاولى بعد تشيلي 1962 ورشحتها مكاتب المراهنات لتكون احدى اقوى المنتخبات المنافسة على اللقب بوجود جيل الانيق فالديراما والهداف المشاكس رينكون والمدافع الصلب اسكوبار. واجتازت كولومبيا الدور الاول بفوزها على الامارات 2-صفر وخسارتها امام يوغوسلافيا صفر-1 وتعادلها مع المانيا الغربية 1-1، وبلغت ثمن النهائي حيث خسرت امام الكاميرون 1-2 بعد التمديد وخرجت مخالفة كل التوقعات بعد ان حققت افضل نتيجة لها في تاريخ مشاركاتها في المونديال. وبعد 4 سنوات في الولاياتالمتحدة، لم يقدم رجال المدرب فرانشيسكو ماتورانا الذي يشرف حاليا على المنتخب للمرة الرابعة، شيئا يذكر وعادوا الى بلادهم بخفي حنين بعد خروجهم من الدور الاول، والاصعب من ذلك عليهم كانت خسارتهم امام الدولة المضيفة التي لم يكن منتخبها بمستواه الحالي. وفي مونديال 1998 الفرنسي، خيبت كولومبيا الآمال وعاد لاعبوها سريعا في الطائرة دون ان يكون لديهم الوقت الكافي لتحليل اسباب الخيبة، ثم فشلت في التأهل الى مونديال 2002، فتراجع ترتيب المنتخب من المركز الرابع عالميا الى الرابع والثلاثين. وينوي ماتورانا هذه المرة "خربطة" التصنيف العالمي من خلال "قارات فرنسا" واعتبار هذه البطولة خير معسكر اعدادي لتصفيات امريكا الجنوبية المؤهلة الى نهائيات مونديال 2006 في المانيا. وأعد ماتورانا الذي يقر الجميع بخبرته ويعترفون بفلسفته دون ان يحقق نتائج كبيرة ملموسة على ارض الواقع، لهذه الغاية توليفة من الشباب الموهوبين والنجوم المحترفين بقيادة كوردوبا من الخلف ومهاجم كروزيرو البرازيلي فيكتور اريستيزابال في الامام. ويعلم ماتورنا علم اليقين ان الخروج من الدور الاول لن يسامح عليه هذه المرة خصوصا انه استدعي على عجل من الهلال السعودي لقيادة السفينة في امواج فرنسا، واذا ما نجحت خططه فستشكل كولومبيا دون شك عظمة قاسية في وجه منافسيها اولا ضمن المجموعة الاولى التي تضم الدولة المضيفة ونيوزيلندا واليابان، وتاليا في نصف النهائي والنهائي. من مباريات كولومبيا