يقص المنتخب البرازيلي المضيف شريط افتتاح الدور الثاني من مونديال 2014 بمواجهة أمريكية جنوبية صرفة ضد جاره التشيلي اليوم السبت على ملعب «استاديو مينيراو» في بيلو هوريزونتي. ومن المؤكد أن البرازيل التي أنهت الدور الأول في صدارة المجموعة الأولى بعد فوزها على كرواتيا (3-1) وتعادلها مع المكسيك (0-0) واكتساحها للكاميرون (4-1)، ستتمتع بالأفضلية كونها تلعب على أرضها وبين جماهيرها إضافة إلى أنها تضم في صفوفها نجم برشلونة الإسباني نيمار الذي سجّل 4 أهداف في 3 مباريات. ويأمل «سيليساو»، الباحث عن بلوغ الدور ربع النهائي للمرة السادسة على التوالي (توّج بطلاً عام 1994 ووصل إلى النهائي عام 1998 وتوّج باللقب مرة أخرى عام 2002 وانتهى مشواره في ربع النهائي عامي 2006 و2010)، أن يؤكد تفوقه على نظيره التشيلي الذي تواجه معه في النهائيات 3 مرات سابقاً، الأولى كانت عام 1962 في تشيلي بالذات حين تغلب عليه 4-2 في الدور نصف النهائي، أما الثانية والثالثة فكانت في الدور الثاني بالذات عامي 1998 و2010 عندما اكتسحه 4-1 و3-0 على التوالي. وبالمجمل تتفوق البرازيل بشكل واضح على جارتها التي يعود فوزها الأخير على «أوريفيردي» إن كان على الصعيد الرسمي أو الودي إلى ال 7 من أكتوبر 2002 وكانت بنتيجة 3-0 في تصفيات كأس العالم، إذ خرجت فائزة من 48 مباراة أمامها من أصل 68، مقابل 13 تعادلاً و7 هزائم. وسيكون من الصعب على فريق المدرب لويز فيليبي سكولاري تكرار تلك النتائج الكبيرة التي تحققت في المواجهات الثلاث السابقة بين الطرفين في النهائيات، خصوصاً أن سانشيز ورفاقه في «لا روخا» قدموا أداءً مميزاً في الدور الأول وقادوا بلادهم إلى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي بعد الفوز على أستراليا (3-1) ثم تسببهم بتنازل إسبانيا عن اللقب وتوديعها العرس الكروي العالمي من الدور الأول (2-0). ومن المؤكد أن فريق المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي كان يفضل إنهاء الدور الأول في صدارة المجموعة الثانية من أجل تجنب مواجهة عقدته البرازيلية، لكنه خسر في الجولة الأخيرة أمام المتألقة هولندا (0-2). ويمكن القول إن حلم الفوز باللقب للمرة السادسة مشروع تماماً بالنسبة للبرازيل المضيفة وممكن أمام تشيلي في حال تمكّنت بقيادة سانشيز وارتورو فيدال وخورخي فالديفيا وإدواردو فارغاس من تكرار الأداء المميّز الذي قدمته في مباراتيها الأوليين. ولن يكون المنتخب التشيلي الجار الوحيد الذي سيواجهه أصحاب الضيافة في الأدوار الإقصائية في حال تمكنوا من تجاوزه، إذ سيكون بانتظارهم في الدور ربع النهائي الأوروغواي التي حرمتهم من التتويج على أرضهم عام 1950 بالفوز عليهم في النهائي، أو كولومبيا اللتان تتواجهان اليوم أيضاً. وفي المباراة الثانية، تنوي كولومبيا الاستفادة من فضيحة إيقاف مهاجم الأوروجواي لويس سواريز ومتابعة مشوارها الرائع في المونديال عندما يلتقي منتخبا أمريكا الجنوبية اليوم على ملعب «ماراكانا» في ريو دي جانيرو. وتعرّضت الأوروجواي لنكسة بالغة بعد إيقاف اللجنة التأديبية في الاتحاد الدولي لمهاجمها المشاغب لويس سواريز 9 مباريات رسمية ومنعته من ممارسة أي نشاط كروي على مدى 4 أشهر، بسبب قيامه بعض مدافع إيطاليا جورجيو كييليني الثلاثاء الماضي ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة. غاب سواريز عن المباراة الأولى لعدم تعافيه الكامل من الإصابة فخسرتها الأوروغواي أمام كوستاريكا 1-3، لكن بعد عودته، قدم مهاجم ليفربول الإنجليزي أداءً رائعاً أمام إنجلترا وقاد «لوس تشارواس» إلى الفوز 2-1 بهدفين جميلين. وفي المباراة الثالثة الحاسمة مع إيطاليا، قضم كتف كييليني من دون أن يطرده الحكم، قبل أن يسجّل زميله المدافع دييجو جودين هدف التأهل (1-0)، فوجه له الاتحاد الدولي أقسى عقوبة في تاريخ نهائيات كأس العالم. في المقابل، تبدو كولومبيا من بين الأفضل ضمن الأسطول الأمريكي الجنوبي الذي تأهل إلى الدور الثاني وكاد يكتمل بالست لو نجحت الإكوادور بتخطي فرنسا. لكن اللافت أن الفائز من هذه المواجهة سيقابل الفائز من مباراة البرازيل المضيفة وتشيلي القوية لتصفي منتخبات جنوب القارة الأمريكية نفسها قبل الوصول إلى ربع النهائي، باستثناء الأرجنتين التي وقعت على المقلب الآخر من اللائحة. استهل «مزارعو القهوة» (لوس كافيتيروس) مشوارهم بفوز صريح على اليونان 3-0، ووقعت ساحل العاج ضحيتهم في الثانية (2-1)، وبرغم ضمان وصولهم السهل فقد سحقوا اليابان 4-1 برغم أن الأخيرة وضعت كل ثقلها للتأهل. لم تكن التوقعات مرتفعة أمام كولومبيا، خلافاً للأوروجواي، فبعد بلوغها مربع جنوب إفريقيا 2010 لأول مرة منذ 40 عاماً وإحرازها كوبا أمريكا 2011، خاضت الأوروجواي تصفيات شاقة، لكن مع نجوم أمثال سواريز، إدينسون كافاني، دييجو فورلان في خط الهجوم، حملت الكثير من الأوزان قبل النهائيات. تخطت الأوروغواي المشاركة للمرة ال11 في المونديال، الدور الأول بصعوبة بالغة بفضل عضة سواريز وإنجاز جودين، وتصطحب معها ذكريات 1950 حين تمكنت من قهر «سيليساو» في معقله التاريخي «ماراكانا» (2-1) والفوز باللقب العالمي الثاني والأخير لها بعد 1930. في المقابل، تعود كولومبيا إلى المسرح العالمي لأول مرة منذ 16 عاماً بمشاركة خامسة بعد 1962 و1990 و1994 و1998. التقى الفريقان 38 مرة ففازت كولومبيا 11 مرة، الأوروغواي 18 وتعادلا 9 مرات، كما سجلت كولومبيا 43 هدفاً مقابل 54 للبلد الذي يقع على الطرف المقابل من أمريكا الجنوبية. لكن مواجهتهما الوحيدة في كأس العالم حدثت في الدور الأول من عام 1962 لدى الجارة تشيلي عندما فازت الأوروجواي 2-1 بهدفي لويس كوبيا وخوسيه ساسيا مقابل هدف فرانسيسكو تسولواجا، وآنذاك خرج الفريقان مبكراً بعد أن تصدر الاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا المجموعة وتأهلا سوياً إلى ربع النهائي.