يدور جدل مثير بين علماء المصريات حول هوية مومياء يُشتبه أنها للملكة نفرتيتي، إحدى أساطير الجمال في العالم القديم، الأمر الذي يعتبر، حال التأكد منه، أعظم الاكتشافات الأثرية منذ العثور على مقبرة الملك توت عنخ آمون - ابن اخناتون -عام 1922. والملكة نفرتيتي هي زوجة الملك اخناتون، الذي حكم مصر في الفترة من 1353-1363 قبل الميلاد خلال فترة تاريخية يطلق عليها "فترة العمارنة". وترجع ندرة المعلومات عن اخناتون وزوجته نفرتيتي إلى الدور الذي لعبه اخناتون في التمرد على الآلهة، والعودة إلى عقيدة التوحيد التي تمحورت حول إله الشمس "آتون"، مما دعا الأسر التالية إلى العمل على محو كل ما يتصل باخناتون وزوجته جميلة الجميلات "نفرتيتي"، وأثار شعور الكراهية ضدهما. ووفقا لموقع قناة ديسكفري التي مولت بحثا علميا للكشف عن مومياء نفرتيتي، وتبث لاحقا برنامجا تلفزيونيا عن هذا الموضوع، فإن عالمة المصريات، الأمريكية جوانا فليتشر، تعتقد أن مومياء عُثر عليها في مقبرة بوادي الملوك في الأقصر هي مومياء نفرتيتي. والمومياء يُشار إليها ب "السيدة الصغيرة"، وقد عثر عليها أثري فرنسي عام 1898 في غرفة جانبية ملحقة بغرفة دفن الفرعون الملك أمحوتب الثاني، وبجوارها مومياء ثانية لولد صغير، وثالثة لسيدة عجوز. والمومياوات الثلاثة كانت غير مكفنة أو مغطاة. ورجحت العالمة الأمريكية أن أحد تلك المومياوات تخص الملكة نفرتيتي نظرا لوجود علامات على المومياء ترجح ارتداء أقراط وسوار، فضلا عن رأس حليقة يرجح أنها كانت من الضروريات لارتداء تاج العرش، حسب الموقع الإلكتروني لقناة ديكسفري. وكانت السلطات المصرية قد سمحت لفريق من العلماء بفحص المومياوات الثلاث باستخدام أجهزة متقدمة. وتبين من فحص بأشعة أكس وجود علامات على الجثة ترجح أنها ملكية. يُذكر أن دراسات في السبعينيات أشارت إلى أن نفرتيتي استمرت تحكم مصر بعد وفاة زوجها اخناتون. ويوجد تمثال رائع الجمال لنفرتيتي في متحف برلين يظهر وجها رائع الجمال، بعنق طويل، وأنف دقيق، ووجنتين بارزتين، غير أن المومياء المشتبهة تبدو محطمة الرأس والصدر بفعل فاعل، الأمر الذي يكشف تعرضها لانتقام بعد فترة من دفنها، وفقا لفليتشر. وتقول إحدى خبراء المومياوات في الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، سليمة إكرام، "إن عملية التحقق من هوية المومياء مثيرة، وستثير تكهنات لا نهائية. ومن ناحية أخرى، يرى خبراء أن المومياء مثار الجدل لأنثى من الأسرة الثامنة عشرة المتأخرة، ومن الأرجح أن تكون من العائلة المالكة، غير أن الجزم بأنها نفرتيتي لن يكون إلا باختبارات مقارنة للمواد الوراثية.