مع تغير العصر تغير كل شىء حتى الزواج واختيار شريكة العمر.. في السابق كان العريس يشترط تفرغ زوجة المستقبل وعدم ارتباطها حتى تملأ بيتها بالدفء والحنان وحتى تتمكن من تربية الابناء، الآن اختلف الامر تماما، لم تعد شروط الجمال والتربية والسلوك هي الأسس التي يتوجه الشاب من اجلها الى بيت العروس، بل اصبحت الاسس المادية هي التي تتصدر الشروط واصبح عمل المرأة هو الاهم لا تفرغها، اصبح الشاب يشترط ان تكون موظفة او بالاحرى معلمة، او أي عمل آخر تتقاضى عنه راتبا جيدا تتنازل عنه كل شهر لزوجها، وانتشرت هذه الظاهرة واصبحت حقيقة الزيجات الجديدة واصبح من حق كل زوج ان يستولي على راتب زوجته برضاها او بغير رضاها بمبررات واحدة هي المساعدة في مواجهة اعباء الحياة وظروف المعيشة الصعبة.. هنا آراء لبعض النساء العاملات. أم مساعد (موظفة بالتعليم) لا يستولي زوجي على راتبي مباشرة حتى لا يتهم في رجولته، وانما يستولي عليه عن طريق اغراقي بالديون والاقساط الشهرية حتى انني أسدد عنه اقساط سيارته الجديدة التي اشتراها آخر موديل، وقد حاولت التحدث معه ومناقشته لكنه هب صارخا في وجهي وقال: هل اخذت منك ريالا واحدا وبالفعل هو لم يأخذ مني مباشرة لكنه سلط علي ديونه واقساطه لتستولى هي على راتبي كاملا.. وكأن بيني وبينه ثأرا يريد ان يقتصه مني.. افكر احيانا بالاستقالة.. لكنني ارجع وافكر بالديون المتراكمة بانني سأجوع ان لم يكن لي راتب مع شدة بخل زوجي. أم محمد.. وكيلة مدرسة سابقة كنت انعم بحياة مستقرة قبل حصولي على الوظيفة التي فتحت الباب على مصراعيه للمشاكل والخلافات الزوجية.. بعد رغبة زوجي في تخصيصي مبلغا ثابتا من راتبي نهاية كل شهر.. متذرعا بغلاء الحياة وصعوبة ظروفها المعيشية على الرغم من ضخامة راتب زوجي الذي لا انال منه انا ولا اولادي الاثنان ريالا واحدا، حيث اتكفل بجميع مصاريفهم من راتبي الخاص، ومع ذلك لا يروقه سوى مقاسمتي باقي راتبي، ولقد حاولت افهامه لكنه اصر على رأيه التعسفي واجباري على ما يريد فهو الرجل المطاع كما يقول وانا المرأة التي يجب عليها السمع والطاعة. أم طارق.. ممرضة لقد اثقلني زوجي بالانفاق الكامل على نفسي وعلى ابنائي وعلى المنزل فحتى الاثاث والكماليات لا يساهم بها وكلما طلبت شيئا قال: لديك راتبك وبامكانك شراء ما تريدين اما انا فلن اساهم لانني اجمع لبناء بيت المستقبل، طيب وانا الا اجمع؟الا يكون لي مستقبل؟ ان مشكلة راتب الموظفة مشكلة مأساوية لا حل لها ابدا. سلمى.. ممرضة سابقة استقلت من وظيفتي بعدما بلغت استغلالية زوجي لي ولراتبي قمم العنان، فلقد وصل لمرحلة ألصق بي فيها جميع مستلزمات الحياة من الايجار الى مصروف الابناء حتى لم اعد قادرة على امتلاك ريال واحد بل انني وصلت لمرحلة الاستدانة من زميلاتي بالعمل لتلبية متطلبات الحياة التي كنت احملها على عاتقي وحدي.. وقد وجدت نفسي اهلك واتعب طوال العام في عملي بدون مقابل.. لذا اثرت الاستقالة والجلوس بالبيت على ان اكون ربوتا آليا بالمجان.. وانا الآن مرتاحة جدا. أم فهد.. معلمة لدى زوجي بطاقة الصراف الآلي الخاصة بي فعند نزول راتبي نهاية كل شهر يذهب لاستلامه ليقوم بتسديد ايجار المنزل وشراء ما تحتاجه الاسرة من مأكل ومشرب وملبس وكأن راتبي منحه له، وكل ذلك دون مراجعتي ومناقشتي حتى انه يؤنبني اذا تغيبت عن المدرسة حتى ولو كنت مريضة وذلك حتى لا يخصم علي، واذا اردت ان اشتري هدية لصديقة او قريبة ما فانني لابد ان اطلبه واترجاه ليعطيني ثمنها حالي كحال اي سيدة غير عاملة انني حقا افكر بالاستقالة.. لان الزوجة غير الموظفة افضل حالا فزوجها ملزم بالانفاق عليها وعلى الابناء وحتى ولو لم ينفق فيكفيها ان لا يحرق قلبها على مالها الذي تتعب وتكدح من اجله ليذهب اليه. نادية آل نصيف.. أعمال حرة اخالف الكثيرات من العاملات وارى ان مساهمة الزوجة في مصاريف الحياة ومتطلباتها ومساعدة زوجها على المعيشة امر لابد منه بل هو واجب عليها، فيكفي انه سمح لها بالخروج من المنزل منذ ساعات الصباح الباكر الى عملها تاركة ابناءها وحدهم بالمنزل يواجهون احداث النهار منفردين وكم من قصص مأساوية حدثت ولم يدفع ثمنها سوى الابناء وآبائهم وكل ذلك بسبب غياب المرأة عن منزلها اثناء العمل لذلك لا ارى ضررا من مساهمة الزوجة في تأمين دخل الاسرة، بشرط عدم الاكراه والاستبداد من زوجها.. بل بالتفاهم والتسامح والاتفاق. وأخيرا: فنحن اذن امام مشكلة ليس لها حل الا التسامح واحترام حقوق الغير.. ونبذ الطمع من النفوس.. لان الاسلام اعطى المراة حريتها الكاملة في التصرف فيما تملك من مالها.. وليس للزوج حق في اخذ اى شيء من هذا المال دون اذن الزوجة.. بل يجب عليه الانفاق معها على طريقة المشاركة المادية بطيب نفسها وليس غصبا عنها.. والافضل ان يستعفف الزوج عن مال زوجته اذا كان الله قد اعطاه من المال ما يكفيه للانفاق. وليترك للمرأة حرية التصرف في مالها.. لتشتري ما تريد للبيت والاولاد حسبما تشاء.