حثت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي بشأن انتهاكات حقوق الانسان لعام 2002 المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهد لتسوية المشكلات في العراق بعد انتهاء حرب الخليج. معلنا ان الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الارهاب جعلت العالم اكثر خطورة بتقييد حقوق الانسان وتقويض القانون الدولي وحماية الحكومات من المساءلة. و قال بيان المنظمة التي يوجد مقرها في لندن في انتقادات عنيفة من جانبها لسياسات الحكومة الامريكية ان محاولة القضاء على الارهاب في اعقاب هجمات11من سبتمبر2001 اتت بنتائج عكسية الى حد كبير. مشيرا الي انها لقد عمقت الانقسامات بين الشعوب من اصحاب العقائد والاصول المختلفة. وغرست بذور المزيد من النزاع. وكان الاثر الساحق لكل ذلك هو خوف حقيقي في شتى قطاعات المجتمع ومن جانبها قالت الحكومة الأمريكية ردا على ذلك انها ملتزمة بسياسات حقوق الانسان العالمية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر نحن نرفض اي انتقادات واي مزاعم بان جهودنا المتصلة بحقوق الانسان تضاءلت. ومزاعم منظمة العفو الدولية على وجه الخصوص غير صحيحة. واضاف الحرب على الارهاب لم تصرفنا عن التزامنا القوي والثابت بحقوق الانسان والديمقراطية. وقالت المنظمة ان العالم لم يبذل ما يكفي من الجهد لحل مشكلات ما بعد الحرب في افغانستانوالعراق. وكل منهما تعرض للغزو والقصف من جانب القوات الامريكية في اطار الحرب على الارهاب. وتابعت كيت الين مديرة المنظمة ثمة خطر حقيقي من ان العراق سيمضي على طريق افغانستان اذا لم يبذل جهد حقيقي للاهتمام بمطالب الشعب العراقي من اجل القانون والنظام والاحترام الكامل لحقوق الانسان. واشارت المنظمة التي صارت اضخم واهم جماعة للدفاع عن حقوق الانسان في العالم منذ تأسيسها قبل اكثر من40 عاما الى مأساة600سجين تعتقلهم الولاياتالمتحدة في معسكر حربي بخليج جوانتانامو في كوبا دون ان توجه اليه اي تهم او تقدمهم للمحاكمة وذلك منذ نهاية الحرب على افغانستان. وقالت "فيما تزعم الولاياتالمتحدة انها تسعى لاقرار العدالة من اجل الضحايا في العراق فانها تتحرك بنشاط لتقويض المحكمة الجنائية الدولية التي هي آلية لاحلال العدالة الدولية". واشار البيان ايضا الى ان بريطانيا الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الحربين على افغانستانوالعراق شددت من قوانين مكافحة الارهاب وذلك بزيادة الفترة التي يمكن خلالها احتجاز مشتبه بهم بدون توجيه تهم من سبعة ايام الى 14 يوما على سبيل المثال. واشار التقرير الذي جاء في 311 صفحة الى ان تركيز وسائل الاعلام على التطورات في افغانستانوالعراق جعل انتهاكات حقوق الانسان في ساحل العاج وكولومبيا وبوروندي والشيشان ونيبال تمضي بلا اهتمام. وعلى صعيد آخر اعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ان اثنين من الاسرى المحتجزين في قاعدة جوانتانامو (كوبا) حاولا الانتحار خلال الايام العشرة الماضية ما رفع عدد محاولات الانتحار في هذه القاعدة الى27 منذ يناير 2002. وقالت القومندان بربارة بورفيند ان احد الاسرى الذي حاول الانتحار مؤخرا كان قد حاول في السابق ولكنها لم تذكر تاريخ وظروف هذه المحاولات. ومنذ يناير 2002 حاول 18 اسيرا الانتحار من اصل 27 محاولة ولكن لم تنجح اي منها. واوضحت القومندان بورفيند ان معظم الاسرى يحاولون الانتحار. واكدت ان جميع الاسرى يخضعون لمراقبة عن قرب ويعالجون في مركز للطب العقلي اقيم مؤخرا في القاعدة. ولا يزال الأمريكيون يحتجزون بدون توجيه اي تهمة في غوانتانامو حوالى 650 عنصرا من طالبان او اعضاء مفترضين في تنظيم القاعدة. وقد اعتقل معظمهم في افغانستان خلال الحرب التي اعقبت اعتداءات11سبتمبر2001 وكان اول الاسرى قد وصلوا الى جوانتانامو في11 يناير 2002.