شهدت المملكة تطورا هائلا في مجال الفكر والحضارة والعلم في سنين قليلة نتيجة للتوظيف الامثل للعائدات النفطية وكنتيجة لهذا نرى المستوى العالي للمنشآت والكفاءات الوطنية، حيث ولله الحمد تدار معظم هذه المنشآت بأيد وعقول سعودية ولكن وللاسف يفتقد كثير من الكفاءات الوطنية لثقافة الملكية الفكرية فتراهم نادرا مايسجلون ابتكاراتهم سواء الادارية او التقنية لدى الجهات المعنية لكي تحسب لهم هذه الابتكارات، واحد اسباب ذلك يعود الى عدم وجود ثقافة (حقوقية) اي ان المبتكر لايعرف انه يملك الحق في ان يسجل ابتكاراته باسمه فيستفيد منها ماديا او معنويا ولعل اللوم يلقى هنا على الجهة المسئولة عن تسجيل براءة الاختراع والابتكار حيث اننا نادرا مانسمع عن برامج توعوية سواء كان ذلك في وسائل الاعلام المرئية او عن طريق القاء المحاضرات في المنشآت الصناعية او حتى المدارس فكثير من الكفاءات الوطنية تبتكر حلولا لمشاكل تحدث في المنشآت التي يعملون فيها ولكن ابتكاراتهم لايسمع عنها احد خارج نطاق عملهم مع انه لو تم تسجيل هذا الابتكار وتعميمه على المنشآت الاخرى في نفس القطاع لاستفاد الجميع سواء صاحب الفكرة او القطاع كله ولعل مايؤسف ان كثيرا من اصحاب الافكار الابتكارية الذين يعملون في مجال الصناعات وخصوصا النفطية، يتعرضون لسرقة افكارهم من قبل رؤسائهم الاجانب فعلى سبيل المثال في احد المحاضرات التي القاها الاستاذ سامر الحماد المحاضر في جامعة البترول في كلية الادارة الصناعية في ينبع تحدث احد المهندسين قائلا انه واجه مشكلة في احد الاجهزة في الشركة التي يعمل بها (شركة نفطية) فاستطاع هذا المهندس ان يبتكر حلا لهذا الجهاز فشكره مديره الاجنبي في العمل ولكنه طلب منه ان يسجل هذا الابتكار باسمهما حتى يستطيع المدير ان ينشرها في مجلات عالمية وحتى يلاقي هذا الابتكار اهتماما لكن المهندس فوجئ بان الابتكار سجل باسم المدير فقط والامثلة كثيرة جدا سبب آخر لعدم تسجيل الابتكارات والاختراعات .