ذكر المخترع السعودي الشاب، محمد عواض الزايدي أنه لاحظ افتقار السوق إلى هدايا المعتمرين للفئة العمرية بين 15 و 30 عاماً، فابتكر مشروع «لياليكم» للهدايا الرقمية التي تتوافق مع «لغة العصر» الحاسب الآلي، وراعى أن تحمل هذه الهدايا طابع مكةالمكرمة، وأن يكون تصميمها مستوحى من «الجحر الأسود»، كما أن الزايدي ابتكر بمساعدة شقيقه المهندس عبدالواحد تطبيقين في مجال تقنية «الواقع المدمج»، أحدهما عبارة عن شبكة تواصل وتعريف بمشاريع الشباب ورواد الأعمال في المملكة، كما أن لديهما براءتي اختراع تحت التسجيل في نفس مجال التقنية إحداها تخص «الإعلام الرياضي»، بينما الثانية عبارة عن نظام جديد للتواصل وتبادل الهدايا. * كيف دعمك تخصصك عند ابتكار اختراعاتك، وكم عدد ابتكاراتك حتى الآن؟ ساهمت دراستي للهندسة الكهربائية والحاسبات في تزويدي بالأساس المعرفي للدوائر الإلكترونية، واللغات البرمجية، التي من خلالها طورت عدة ابتكارات، وعبر ملاحظتي حاجات المجتمع، فمثلا، ابتكرت مشروع «لياليكم» للهدايا الرقمية للمعتمرين من الفئة العمرية بين 15 و 30 عاماً، بعد ملاحظتي افتقار السوق إلى الهدايا المناسبة لهم، حيث راعيت أن تحمل طابع مكةالمكرمة، وأن يكون تصميمها مستوحى من «الحجر الأسود»، كما أنني بالاشتراك مع شقيقي المهندس عبد الواحد، ابتكرنا تطبيقين في مجال «تقنية الواقع المدمج»، أحدهماعبارة عن شبكة تواصل وتعريف بمشروعات الشباب ورواد الأعمال في المملكة وكذلك لدينا براءتي اختراع تحت التسجيل في نفس مجال التقنية واحد في مجال الإعلام الرياضي والآخر نظام جديد للتواصل وتبادل الهدايا. * كيف تقيم مبادرتك الأولى في مشروع «لياليكم» لهدايا الحجاج والمعتمرين كبداية؟ عملت مشروعي الأول بعد تخرجي من الجامعة مباشرة، حيث إنني فضلت الاتجاه إلى الأعمال، بدل البحث عن وظيفة، بعد أن حضرت عدة دورات تدريبية في مجال إدارة المشروعات والمحاسبة المالية، وبالطبع واجهت في البداية معوقات، ولكنني تغلبت عليها، ولله الحمد، فالمشروع ناجح حالياً، والمنتجات لاقت رضا العملاء، كما أن هذه التجربة العملية أكسبتني الخبرة في إدارة المشروعات التجارية، ما انعكس على اختراعاتي، حيث ركزت على الحاجات الفعلية للسوق. * دخلت في المنافسة الوطنية ضمن أفضل خطط عمل لمشروعات الشباب التي ينظمها مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية، التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كيف أثرت هذه التجربة خبراتك؟ تعزز هذه المنافسات الشبابية روح المبادرة لدى الشباب، وتحفزهم لاستثمار طاقاتهم وإبداعهم، وشاركت في هذه المسابقة بمشروع «لياليكم» لهدايا الحجاج و المعتمرين، حيث نلت المركز الثالث، واستلمت الجائزة من ولي العهد الراحل، الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله، وحفزني الفوز لتنفيذ خطتي، حتى لا تظل حبيسة الأوراق، فأصررت على تحويلها إلى منتج واقعي في السوق، ونجحنا في نشر المنتج في السوق، وهي «ميدالية الحجر الأسود» الرقمية، حيث تباع حالياً في عدة مواقع استراتيجية كالمطارات، ومراكز التسوق المعروفة في المناطق المجاورة للحرم المكي الشريف. * من خلال مشاركاتك المتعددة، وكونك عضواً في «لجنة شباب الأعمال» بغرفة مكة، كيف ترى تبادل الخبرات بين الشباب، وانعاكاساتها عليهم؟ المشاركة في مثل هذه الملتقيات والتجمعات الشبابية فرصة كبيرة للشباب لعرض أعمالهم وابتكاراتهم، بالإضافة إلى معرفة انطباعات وآراء نظرائهم، الأمر الذي يساهم في تطويرها إيجابياً، ولمست الأمر بنفسي، حيث كانت آخر مشاركاتي ضمن الوفد الممثل للملكة العربية السعودية في قمة الدول العشرين على مستوى رواد الأعمال في دولة المكسيك، والتقيت برواد أعمال عالميين. * أنت لا تقتصر على الابتكار فقط، بل تنظر إلى الأبعاد التسويقية فقط عند اختراع منتجك، فهل يتدخل ذلك ضمن «الاقتصاد القائم على المعرفة»، وماذا عن تجاوب السوق المحلي مع الابتكارات المحلية الشابة؟ طبيعة عملي في مجال «الأعمال» تنعكس على نوعية ابتكاراتي، فهي أفكار جديدة وقابلة للتحويل إلى» منتج» في الأسواق التي نستهدفها، بحيث تحقق عوائد مالية، ورأس المال الأكبر في هذه الابتكارات هو» الفكرة الإبداعية الجديدة»، والمعرفة بالتقنية الحديثة، فهما أكثر أهمية من امتلاك أصول مالية كبيرة، وهذا من وجهة نظري مثال حي للاقتصاد القائم على المعرفة، فال» فيس بوك» مثلاً فكرة جديدة للتواصل، تعتمد على التقنية الحديثة وهي» الإنترنت»، من أجل تحويلها إلى شركة ذات عوائد مالية ضخمة، أما عن تجاوب السوق فقد لاقت المنتجات التي طرحت في الأسواق نجاحا وإقبالاً كبيراً، أما الابتكارات في مجال «تقنية الواقع المدمج»، فما زالت التقنية جديدة، و لم تنتشر بعد، بالتالي تحتاج بعض الوقت لتطوير هذا الابتكار، وأتوقع له النجاح عند طرحه في السوق. * هلا حدثتنا عن شركة «ابتكارات العلوم للتقنية» التي أسستها حديثاً؟ بدأت مع شقيقي المهندس عبد الواحد في مجال تقنية «الواقع المدمج» منذ عام 2008 كهواية، وتعد من أوائل مطوري التقنية على مستوى العالم العربي، حيث واكبنا التطورات المذهلة في هذه التقنية منذ بدايتها، وعملنا خلال هذه الفترة على تطوير، وابتكار استخدامات مختلفة للتقنية، فبادرنا بتأسيس الشركة في نهاية عام 2010، و نعتزم طرح أول تطبيقات الشركة قريباً، وسيكون متوافقا مع أجهزة الجوال «الذكية» كال «آي فون» وال«الأندرويد». * لديك براءتا اختراع تحت التسجيل في مجال تقنية «الواقع المدمج»، فهل سيتم تسجيلهما قريبا ؟ أبلغنا خلال آخر تواصل لنا مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بأن براءتي الاختراع اجتازتا مرحلة التدقيق والفحص المبدئي، وهما في المراحل النهائية من الفحص حالياً، ونعمل الآن على تحويلها إلى منتجات.