علينا تعليم أطفالنا حقوق المسلم على أخيه المسلم وكذلك حق غيره من المعاهدين مع الاعتناء بتفريغ طاقات الشباب فيما ينفعهم وتوضيح المواقف الصادقة لمشايخنا الكبار ليقتدو بهم ويتعلموا ضوابط الجهاد الصحيح لينجو ممن يحاول أن يبث من خلالهم الأفكار المنحرفة والحماس الزائف . كان هذاهو مجمل حديث المجتمع النسائي عن الأحداث المؤسفة التي تعرضت لها عاصمتنا الحبيبة في الآونة الأخيرة فروعت قلوب الآمنين وقضت على مدنيين أبرياء . حول هذا الموضوع دار الحوار التالي: هؤلاء الشباب مغرر بهم (لولوة السهل) مديرة القسم النسائي بإدارة المساجد والمشاريع الخيرية بالخبر قالت: للأسف هؤلاء الشباب إما جهله أو مغرر بهم اتخذوا هذه المواقف المعادية لتفاعلهم مع الأحداث دون علم، لذلك لابد من تدريس أصول العقيدة وأن تقوم الأم بدورها التثقيفي في تأسيس تأصيل العقيدة في نفوس الناشئة، لابد أن يتعلموا منذ الصغر حقوق الإنسان عموماً، حقوق المسلم على أخيه المسلم الذي تجمعه به الأخوة الإيمانية، كما يجب معرفة أنواع الكفار فهم ثلاثة أنواع : كافر معاهد بيننا وبينه عهد قال تعالى : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ....) الآية . النوع الثاني: الكافر الذمي وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من قتل معاهداً أو ذمياً لم يرح رائحة الجنة) . النوع الثالث: الكافر الحربي وهو الذي بيننا وبينه قتال لذلك لابد من تعليم الأبناء موقفنا من الكفار وهم كل من لم يتبع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح . وإذا وجد المربي لدى الشاب طاقة ونشاطا وهذا ما يتطلبه نموه الجسدي فعليه إلحاقه بالنوادي الرياضية لتوجيهه التوجيه السليم وتفريغ طاقاته . أفلام العنف واضافت : واعتقد أن وجود أفلام العنف وكثرة طرحها في القنوات الفضائية التي لا تنتمي إلى ديننا الحنيف . شبابنا ولله الحمد لا تزال فيهم آثار الطيبة والتقى فحينما يلتقون بشيوخنا ويحصل شيء من الانفتاح في الحوار ومناقشة الرأي الآخر اتوقع أن تكون هناك عودة قوية للدين وللتمسك بالسنة كما حصلت عودة الخوارج عندما ناقشهم عبد الله بن عباس رضي الله عنه وناظرهم، لذلك فشبابنا بحاجة إلى مثل علم ابن عباس، من يقف معهم موقف الأب الحنون والعالم الرباني الذي يربي الشباب على صغار العلم قبل كباره وعلى الأم دور تأسيسي وتثقيفي قوي، لابد أنها تذكر المواقف التي تدل على مصداقية هؤلاء العلماء وجلالة قدرهم وقوتهم في إبداء الحق وتحضر لهم الأشرطة التي تحمل فتاوى العلماء الدالة على ذلك وتذكرهم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من كان له نصيحة لذي سلطان فلا يبده علانية إنما يذكرها سراً فإن فعل كان بها وإلا فقد أدى الذي عليه) فعلماؤنا جزاهم الله خيراً أدوا الذي عليهم وعلينا أن نسمع في هذا المجال كلمة الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز رحمهما الله والمواقف الصادقة للشيخ الألباني مما يدل على مصداقيتهم وحقيقة موقفهم فيتخذهم الشباب قدوة . كما ينبغي ربطهم بما كان عليه السلف الصالح الذين هم خير القرون وأنه لن يصلح حال آخر هذه الأمة إلا بما صلح به حال أولها وهي كلمة حكيمة قالها الامام مالك ابن أنس رحمه الله ، فحينما يرون المظاهرات والمسيرات في الشوارع ويتساءلون : لماذا لا نفعل مثلهم ؟ لماذا لا يوجد لدينا حرية في التعبير عن الرأي ؟ نقول لهم : نحن عندنا حرية التعبير عن الرأي ولكن عندنا النصيحة لابد أن تكون الأم ذات وعي سلفي وتنقله لأبنائها . وأكدت (أم عبد الرحمن ) أن الإمام الذهبي رحمه الله كان يقول (لقد سمع أسامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة نفعته أيام الفتنة بعد مقتل عثمان، فلزم بيته فسلم من الناس وسلموا منه) وذلك عندما قتل أسامة الرجل الذي قال ( لا إله إلا الله) فقال له عليه السلام: (هلا شققت عن قلبه) . كما أن السلف كانوا يقولون إنهم لا يزالون يرون الرجل في فسحة من دينه مالم يصب دماً حراماً. فعلينا الاعتبار بأن الأصل هو العلم الشرعي الذي نتقي به الشبهات وألا يدفعنا الحماس، فكيف نستهين بقضية التكفير وتضليل الناس ؟ ولماذا لا نرجع إلى العلم من مصادره الشرعية ؟! المسألة لدى هؤلاء الشباب ان هناك عاطفة وحماسا يجعلهم ينطقون على غير هدى وبلا توجيه، وهم تائهون. دور الأم ان تربي أولادها على أن الله تعالى خلقنا لعبادته، فهل بلغنا دين الله ؟ هل علمنا الناس العلم ؟ فأين الجهاد بالعلم؟. كما دورها أن توجه أبناءها وتربيهم التربية الحقة فالأبناء اليوم أصبحوا بين طرفي نقيض إما انحراف وتقليد للغرب وأما حماس ديني على غير علم وهدى . شبابنا يفتقدون القدوات الصالحة ووضوح الفكرة فالله سبحانه وتعالى لو شاء أن يعطي الرسول - صلى الله عليه وسلم - الملك لأتاه إياه ولكن تركه ثلاثة عشر عاماً ليثبت أصول العقيدة ويربي الصحابة دون أن يرفع السيف بالرغم من تأذيه صلى الله عليه وسلم والأذى الذي لحق بصحابته الكرام رضوان الله عليهم . أما أم سيد فقالت: في نظري أن تربية الأطفال على أن الحكمة من الخلق هي عبادة الله تعالى وأن الدين كامل وصالح لكل زمان ومكان وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتوفه الله إلا وقد أكمل الدين وأشهد على ذلك صحابته في حجة الوداع وترسيخ ذلك في نفوسهم يحميهم من هذه الأفكار المنحرفة فعندما نتأمل أحكام الشريعة لا نجد أن أسلوب القوة هو الأساس بل وهو وسيلة تحدد بمنطوق الشرع ولم يترك للناس تحديده والله تعالى أحكم الحاكمين وبيده الأمر كله. فالمسألة هي ثقة بالله تعالى وبدين الله تعالى الكامل فإذا وثق بذلك لن يصدر منه هذا التصرف .