لبعض الشعراء والشاعرات القدرة العجيبة في جعل المتلقي يقرأ مابين سطور قصيدته والوصول الى المعنى المقصود بطريقه ذكيه وبسيطة دون الإغراق في التعقيد والإبهام وتشتيت التفكير. ويقود ذلك الى ايصال الفكرة بطريقة سلسة لا تكلف المتلقي جهدا كبيرا في البحث والتنقيب او الدخول في معمعة تعدد الاحتمالات. وهنا يبرز جانب الابداع لدى الشاعر او الشاعره من خلال مثل هذه القصائد التي تبدو غير متكلفه تتضح قسماتها دون اضطرار القارىء الى طرح السؤال التقليدي والأزلي( وش قصده هذا؟؟) الرمز غير متكلف من أدوات الجمال الشعري وهي مدرسه ليست بالجديدة في مجال الأدب عرفها البعض وأجاد استغلالها لخدمته شعريا بينما فشل البعض الآخر بسبب الإفراط في استخدامها حتى تحولت قصائدهم الى طلاسم مبهمه قد لا يتوصل لكنهها الآخرون دون يشرح صاحب القصيده رموزها, فهو ممن التزم مذهب (المعنى في بطن الشاعر) وسواء كان المعنى في (بطن) الشاعر أو في (ظهره) فهو بذلك يبني سدا منيعا بين المتلقي والقصيده مما يحول دون الاستمتاع بها وقد ادى الى استفحال هذا الأمر وجود جماهير تعتقد أن الغموض والطلاسم جزء من الشاعرية الفذة , وقد يخلق البعض (هاله) حول مثل هؤلاء الشعراء بسبب هذا الغموض واعتباره مقياسا للشاعرية. والقصيدة التي لا تؤدي الى معنى واضح لا تنتشر بين الناس خوفا من تداعيات الاستفسار التي سوف تنهمر على رأس من يحاول ترديدها أمام الآخرين, فلن يرغب أحد أن يضع نفسه في موقف لا يحسد عليه. أنا من محبي القصائد التي تسبح في فضاء الرمز فلاهي بالغامضة, ولا هي بالسردية المطلقة, (اقرأوا معي هذا البيت للشاعرة (عابرة سبيل) رحمها الله لتعرفوا كيف أجادت (الرمز الجميل): ==1== شريت لي ثوبٍ على شان لقياك==0== ==0== والثوب راحت موضته مالبسته !!==2==