خوف، قلق، صدمة.. أمور تصل في بشاعتها إلى حد ازهاق الارواح البريئة.. تبقى تتعذب وسط امراض نفسية لا يعلم الا الله وحده متى تشفى.. وجروح لا تندمل تبقى في الذاكرة طرية وتترك المجتمع يعيش وسط الخشية من بعضه وعدم الوثوق فيه.. تركت الاعمال الارهابية التي قامت بها عصابة منحرفة آثارا مدمرة مادية ومعنوية، قد تنصلح المادية وتستعصي المعنوية لانها اعمق واكثر اثرا.. يقول الدكتور ايمن جيرة استشاري العلاج النفسي: ان التأثيرات النفسية للانفجارات والاعمال الارهابية غير محدودة او يمكن حصرها في مجموعة من الأمور وفي مجموعة من الاشخاص، لان الحادث اكبر من ان يكون محدودا بمكانه وزمانه، بمعنى ان التأثيرات منها ماهو مباشر خصوصا على الاشخاص البعيدين وهو تأثير الصدمة، وهناك تأثير ما بعد الصدمة للاشخاص القريبين من الحادث ومتأثرين مباشرين بالانفجار وقد يتعرضون لتأثيرات هستيرية. والنوع الاول سرعان ما يزول بالعلاج النفسي ولا يحتاج الى عقاقير مهدئة. عكس من يكون في نفس موقع الانفجار او الحادث فهو في حاجة ماسة الى التدخل الكيميائي والنفسي في آن واحد. تقول الدكتورة أميرة شاهين اخصائية نفسية: ان تأثير الانفجارات وقتل الابرياء على الام التي فقدت طفلها او زوجها يبدأ في الانكسار وعدم تصديق ما حدث وبعدها يتكون لديها حزن شديد بفقدان الشخص العزيز ومن الممكن ان يتطور الى احساس بالاضطهاد وعدم الامان والقلق الشديد. وتضيف د. أميرة: ان الامهات خارج موقع التفجيرات يكون لديهن نوع من القلق والتوتر لسببين الاول الاجراءات الامنية التي تفرض في مناطقهم مما يدفعهن الى القلق والخوف والتوتر والسبب الثاني هو التفكير في المستقبل بانه هل هناك من المحتمل وقوع انفجار. وحول منظر الدماء والمباني المهدمة وما تولده من شعور قالت أميرة ان الاستجابة للموقف تختلف من شخص الى اخر فالبعض يستطيع ان يمر بمراحل الحزن الطبيعية مثل الانكار ثم الحزن بعده تقبل الموضوع، وبعد ذلك يستطيعون التأقلم مع الحياة وتتحول الى ذكرى مؤلمة وأشخاص آخرين تكون استجابتهم مرضية لان الحادث يسبب لهم اضطرابا نفسيا شديدا قد يظهر في صورة انكار شديد او حيرة اكتئابية شديدة وفي قليل من الاحيان يتعرض الاشخاص الى صدمات ذهنية ويحتاجون الى تدخل علاجي دوائي نفسي. ويرى الدكتور محسن عسكر استشاري الطب النفسي ان تأثيرات الاحداث مدمرة فالرعب والخوف من انعدام الأمن امر خطير جدا في تأثيراته النفسية لدى الانسان اذ هو مطلب انساني قبل اي شيء آخر مثل النوم والاكل وهو ركيزة اساسية في الحياة وانعدامه يهدد حياة الانسان. وتقول الدكتورة فاطمة ال خلف اخصائية نفسية ان ردة الفعل الطبيعية والمنطقية للنساء والاطفال والكبار هي القلق والخوف من المستقبل وهما يختلفان في الدرجة من شخص لآخر فبعض الاشخاص اكثر استعدادا للخوف والقلق الذي يمكن ان يصل الى درجات مرضية خصوصا مع تضخيم الافكار. وتضيف: ان كل هؤلاء يمكن ان تظهر عليهم اعراض القلق والكوابيس المتكررة واضطرابات النوم ومن المفروض ان يتماسك الكبار ويقوموا بالحد من الاخطار المرتقبة دون تهويل او خوف معطل مثل منع الاطفال وحمايتهم من سماع اخبار الخطر والكوارث الا بالقدر الذي يمكن لهم ان يفهموه. وحول ردة فعل اهالي الضحايا تقول: ان الحزن والاسى والضيق تحدث شعورا بالرغبة في الانتقام ممن قاموا بذلك. وتضيف: ان مشاهدة الاطفال الدماء والأشلاء والمباني المهدمة تؤثر سلبا وتثير الخوف والفزع وزعزعة الامن والاطمئنان في نفوسهم ولكن لا يكون لها تأثر مثل مشاهدة هذه النماذج نفسها في الحياة الواقعية حيث يكون الأثر اكبر وقعا في نفوسهم واشد قوة.