كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية تفاصيل وأسرار حرب المخابرات الخفية في العراق، وزرع جهاز المخابرات البريطانية أم أي 6 على مدى سنوات سبقت الحرب على العراق عدداً مذهلاً من الجواسيس في المدن العراقية من بينهم جاسوس في المخابرات العراقية وآخر في الدائرة المقربة من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، في وقت ترتفع الأصوات البريطانية للمطالبة بغنيمة الحرب والتخلي عن التهذيب مع الولاياتالمتحدة والكف عن السماح للشركات الأميركية بقضم معظم الكعكة العراقية. وفي تحقيق على صفحة كاملة في عددها الصادر أمس الأول كشفت ديلي تلغراف أن المخابرات البريطانية في حربها الخفية في العراق زرعت عملاء عراقيين داخل البصرة بالتزامن مع بدء الحرب، بعضهم من يعمل لصالحها منذ فترة طويلة، والآخرون تدربوا على عجل بأيدي ضباط مخابرات بريطانيين، وتنكروا في شخصيات مختلفة وعملوا في البصرة لعدة شهور قبل الحرب. وزودت المخابرات البريطانية هؤلاء العملاء بأجهزة اتصال لتلقي المعلومات منهم. وتقول الصحيفة إن المخابرات البريطانية أغرقت جنوبالعراق ب المستعربين أو من يسمون فرقة الجمال، وأقامت لهم مكتبا في مقر القيادة الوسطى في قطر. وطبقا لما تنشره الصحيفة فإن المخابرات البريطانية حافظت وعلى مدى سنوات على عدد مذهل من الجواسيس لها في داخل العراق، من بينهم جاسوس واحد على الأقل في المخابرات العامة العراقية وآخرون في صفوف الدائرة التي كانت تحيط بصدام حسين.. وتقول إن العملاء الذين عملوا لفترات طويلة كانوا يرسلون تقاريرهم إلى لندن عبر الإنترنت قبل الغزو. وتحت عنوان لنحصل على غنائم الحرب كتبت بيشانس ويتكروفت في صحيفة التايمز لقد كنا مهذبين أكثر من اللازم عندما سمحنا للشركات الأميركية أن تأخذ أكثر من حقها في العقود العراقية.. وقالت لا توجد طريقة أرق من هذه لصياغة ذلك: لقد ساعدت بريطانياالولاياتالمتحدة في حرب العراق ونريد الآن مكافأتنا المالية. وأشارت الكاتبة إلىقرار وزيرة التعاون الدولي البريطانية أن تناضل من أجل نصيب في العراق في الجولة الجديدة، وتوجهها إلى واشنطن حيث ستقابل المسئولين في الوكالة الأميركية للتعاون الدولي. ونبهت إلى أنه حتى الآن لم يكد يصل سنت واحد إلى المملكة المتحدة ولا يمكن القول إن حلفاءنا أظهروا أي بادرة للشعور بالذنب حيال ذلك، ولا يبدو أنهم يشعرون بأدنى قدر من الخجل لان بعضا من أوائل الفائزين بعقود الحرب على علاقة ظاهرة بالبيت الأبيض متهمة أيضا شركة اس.اس.أي بتقديم هدية ثمينة للحزب الجمهوري للحصول على عقد إدارة ميناء أم قصر الذي فتحته القوات البريطانية. وطالبت الكاتبة الوزيرة البريطانية بأن تطلب في واشنطن معرفة سبب تفضيل الشركة الأميركية على شركة بريطانية ذات خبرة واسعة في إدارة الموانئ ومعرفة بالشرق الاوسط.