تختلف التربية الإسلامية اختلافا جذريا عن النظريات التربوية الأخرى , فالطفل في الإسلام يولد على الفطرة , أي يولد مزودا بقدرات تنمو بفعل البيئة المحيطة به , والطفل ليس صفحة بيضاء بغير خطوط .. هناك خطوط غير أنها لم تتميز بعد ولكنها ستتميز لا محالة) والطفل في التربية الإسلامية (مخلوق مزود بطاقات من أبرزها طاقة المعرفة) وطاقة الارادة الضابطة وطاقة القوة الفاعلة , والقدرة على التوجه الى الله وتلقي كلماته وتتبع هداه , في حين ترجح التربية غيرالإسلامية أن الطفل كائن حي لا يختلف كثيرا عن غيره من صغار الحيوانات الثديية , ثم ينمو بعد ذلك. اخرج البخاري رحمه الله في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله وعلى آله وصحبه وسلم( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه او يمجسانه) ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه (فطرة الله التي فطر الناس عليها) قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري وقد جزم البخاري رحمه الله في تفسير سورة الروم بما يدل عن أنهم في الجنة , ويؤيد ذلك ما رواه أبو يعلي من حديث أنس مرفوعا ( سألت ربي اللاهين من ذرية البشر ألا يعذبهم فأعطانيهم) اسناده حسن والمقصود باللاهين الاطفال وقوله: مولود أي من بني آدم وقوله يولد على الفطرة أي كل من ولد على الفطرة وكان له أبوان على غير الإسلام نقلاه الى دينهما وأشهر الأقوال ان المراد بالفطرة :الإسلام قال ابن عبد البر وهو المعروف عند عامة السلف , (وأجمع أهل العلم بالتأويل على أن المراد بقوله تعالى ( فطرة الله التي فطر الناس عليها) الإسلام واحتجوا بحديث عياض عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيما يرويه عن ربه ( أني خلقت عبادي حنفاء كلهم فاجتالتهم الشياطين عن دينهم وقد جزم البخاري رحمه الله في تفسير سورة الروم على أن الفطرة هي الإسلام. يقول النووي رحمه الله اجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة لأنه ليس مكلفا وأما أطفال المشركين ففيهم ثلاثة أقوال القول الثالث وهو الصحيح الذي ذهب اليه المحققون أنهم من أهل الجنة ويستدل بحديث ابراهيم عليه السلام حين رآه النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وحوله أولاد اليهود قالوا يا رسول الله ( وأولاد المشركين ؟ قال وأولاد المشركين ) رواه البخاري. محمد الخطيب