رمضان شهر عباده ولكثير من الناس يظر للاستعداد لشهر رمضان بشراء الطعام بنظره سلبيه وبرأي ان الايجابيات في ذال اكثر من السلبيات من الناحية النفسية والاجتماعية والتعبدية والناس لن تموت من الجوع الصائم القليل من الأكل يكفيه ولكن عندما ذهبت لسوق لشراء بعض الأغراض لشهر رمضان رأيت الفرحة في نظرات الأطفال بقدوم رمضان فهل تستطيع اخي ان تميت هذه الفرحة وتقتل سعادتهم بهذا الشهر المبارك .وتشعرهم أن رمضان شهر كأبه وحزن . أنا معك طعام بدون إسراف لكن هناك جوانب ايجابيه في هذا السلوك لابد أن نستشعرها ومنها تفطير لصائمين قال صلى الله عليه وسلم : \" مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء \" . قال شيخ الإسلام : والمراد بتفطيره أن يشبعه . وقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويرونه من أفضل العبادات وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم ، منهم عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - وداود الطائي ومالك بن دينار ، وأحمد بن حنبل ، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين وقد قال بعض السلف : لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل . قال أبو السوار العدوي : كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده ،إن وجد من يأكل معه أكل و إلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه . وعبادة إطعام الطعام ، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها : التودد والتحبب إلى المُطعَمين فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة : كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : \" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا \" رواه مسلم كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك . وجمعا للأقارب والأصحاب وفي ذلك من صلة الرحم قال: صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ) قال رسول الله : { الصدقة علّى المِسكيِنِ صدقة وهي على ذي القَرابَةِ اثنتان صِلة وصدّقة. وكذلك بين الجيران وفيها من الإحسان للجار وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس عند الله ليسوا سواء وبين لنا ان خيرهم هو من فيه خير لجيرانه، ففي الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم قال: خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره . قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة وفي رواية ولو كراع شاة محرقا وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ففي هذا دليل على تعاهد الجار والإحسان إليه وتفقد أحواله وعدم الغفلة عن حاجته، وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع . والإحسان للجار مطلوب مهما كان هذا الجار، حتى ولو كان كافرا، يقول مجاهد رحمه الله كنت عند عبدالله بن عمرو بن العاص وغلام له يسلخ شاة، فقال يا غلام إذا فرغت فابدا بجارنا اليهودي، فقال رجل من القوم: اليهودي؟ أصلحك الله، قال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى خشينا او رأينا انه سيورثه.مع تذكر ان هذه عبادات لله مع عبادة الصيام والقيام .فأحسن كما أحسن الله إليك . والحمدلله رب العالمين