كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمام مجلس الشورى أمس رسمت بوضوح تفاصيل المستقبل الذي يجب ان نتعايش معه على ضوء ما مرت به بلادنا من أحداث مؤسفة ادانها العالم كله ورفضها كل دين ومنطق وعقل. كان - حفظه الله - واضحا حينما أكد رفض المملكة شعبا وحكومة للارهاب وعدم السماح لفئة منحرفة بالمساس بأمن الوطن وسلامة ابنائه والمقيمين فيه كذلك لن يسمح بوجود فكر ضال يشجع الارهاب ويغذيه مهما تمسح بالدين الذي هو منه براء. الملك فهد حينما تحدث وضع المسئولية بالمنظور الوطني على عاتق كل مواطن غيور وأمانة في رقبة علمائنا الافاضل لتبني الخطاب الاسلامي الحقيقي المتسامح الذي تمتاز به شريعتنا الغراء لانقاذ شبابنا من الافكار المغرضة المدمرة التي تبث الغلو والكراهية ولا تنتج غير الدمار والتخريب. فالاصلاح الحقيقي كما أكد - حفظه الله - هو الاصلاح الطوعي النابع من عقيدة الامة وتراثها دون وصاية او تدخل أجنبي يملي علينا خياراته، وهذه المسيرة لا يمكن ان تثمر الا في جو من الوئام الاجتماعي القائم على الوحدة الوطنية التي تتعارض كليا مع أي طروحات متطرفة.. اضافة لضرورة توسيع المشاركة الشعبية وفتح آفاق عمل المرأة والرؤية الاجتماعية للتغلب على مشكلة البطالة من خلال توفير الفرص التعليمية والتدريبية ومراجعة التخصصات الاكاديمية لتلبية حاجة المجتمع الى الفنيين والمهنيين، ومبادرة الدولة لمعالجة مشكلة الفقر حيث تجرى حاليا دراسات عميقة لها بأمل تلمس آثارها الايجابية قريبا. خادم الحرمين الشريفين توجه لكل مواطن مؤكدا اننا لا نستطيع الانفصام عن العالم الذي يتغير وليس لنا ان نرضى بمقاعد المتفرجين والكل يتسابق في تشكيل قسمات العالم الجديد خاصة ان هذا البلد يقع في قلب الامة الاسلامية وهو مهد العروبة فعلينا جميعا ان نكون أهلا لهذا التحدي ولا يمكن ان نكون كذلك الا اذا حافظنا على عقيدتنا السمحة وضمنا وحدتنا الوطنية ووحدنا رسالتنا في الداخل والخارج وتعاضدنا في حمل المسئوليات وأداء الواجبات.. وهي الدعوة التي يجب ان نشترك في ادائها مخلصين لها ومحافظين عليها وعلى منجزاتنا ومكتسباتنا الوطنية. اليوم