تزايدت مخاوف المخططين لسياسة البنك الاحتياط الفيدرالي الامريكي من انكماش الاسعار بعد ان أفادت تقارير حكومية أن أسعار السلع الاساسية هبطت في الشهر الماضي في الولاياتالمتحدة. وقالت وزارة العمل إن أسعار السلع والخدمات الاساسية من الغذاء إلى الملابس ومن السيارات إلى تذاكر الطيران هبطت بنسبة0.3 في المائة خلال شهر أبريل الماضي. وهي أعلى نسبة منذ 18 شهرا . وكان دليل أسعار السلع قد ارتفع بنسبة 0.3 في المائة خلال الشهر الماضي. ويرجع هذا الهبوط بشكل جزئي إلى انخفاض أسعار النفط منذ انتهاء حرب العراق. وبعيدا عن الطاقة الحيوية وتكلفة الغذاء، لم يتغير الدليل للشهر الثاني على التوالي. وقالت وكالة بلومبيرج للانباء المالية إن التغير الذي طرأ في شهر أبريل يعكس المرة الاولى التي لا تتضخم فيها الاسعار بصورة مطردة منذ عام 1982. فمنذ ذلك العام كانت أسعار السلع الاساسية في الولاياتالمتحدة ترتفع بمعدل سنوي قدره 2.8 في المائة مقارنة بمعدل زيادة 3.4 في المائة في نفس الفترة من عام 2002. وحذر المخططون في بنك الاحتياط الفيدرالي في الشهر الجاري من أن مخاطر الانكماش المطرد للاسعار والاجور أصبحت أكبر من مخاطر التضخم. وصرح مارتين ماورو الخبير الاقتصادي في شركة ميريل لينش المصرفية الاستثمارية لوكالة بلومبيرج بأن تناقص الاسعار أصبح مصدر قلق لان معدل النمو ظل منخفضا بلا مبرر لفترة طويلة. وكان الاقتصاد الامريكي الذي يعد أكبر اقتصاد في العالم قد نما بنسبة 1.6 في المائة خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام الجاري. وارتفعت أسعار السلع الاساسية التي تمثل 70 في المائة من إجمالي الانفاق بنسبة 1.4 في المائة. وحمل دليل جامعة ميتشيجان التمهيدي حول مشاعر المستهلك أخبارا جيدة بالنسبة للاقتصاد الامريكي حيث أظهر أن ثقة المستهلك في المنتج بلغت أعلى مستوى لها منذ عام . وقد ارتفع المؤشر من 86 في شهر أبريل إلى 93.2 عندما أعلن الرئيس الامريكي جورج دبليو. بوش انتهاء بحرب العراق فانخفضت أسعار البترول بينما ارتفعت أسعار الاسهم في بورصة وول ستريت. غير أن ارتفاع ثقة المستهلك في المنتج قد يعزز الاقتصاد الامريكي بعد الاسابيع الستة الاخيرة والتي كانت الاكثر ضعفا منذ انتهاء الركود الاخير في عام 2001. ولتحفيز المستهلك لشراء المنتج وتنشيط التجارة أبقى بنك الاحتياط الفيدرالي على سعر الفائدة الاساسي عند1.25 في المائة وهو أقل سعر منذ قرابة 42 عاما.