الموت حق كتبه الله تعالى على كل كائن حي الى ان تقوم الساعة، وقد اوضح الله جل وعلا ذلك في كتابه العزيز في الآية الكريمة (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام). امام ذلك الخطب الجلل والمصاب الاليم لا يسع المسلم الا ان يتذكر قول العزيز الجليل (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا (انا لله وانا اليه راجعون). اننا نحمد الله جلت قدرته ان انعم علينا بنعمة الاسلام وحبانا بفضله وكرمه ايمانا صادقا لا تزعزعه الخطوب والمصائب. قبل ما ينوف على خمسة اشهر رزئنا بوفاة اخ كبير وعزيز وغال وهو الاخ (عبدالرحمن بن عبدالعزيز الحمين) وتجرعنا احزانه وحمدنا الله على قضائه وقدره. وفي مساء يوم الجمعة الموافق 9 ربيع الاول انتقل الى جوار ربه اخ شقيق وكريم عزيز وفوق الاخوة صديق حميم هو الاخ (ابو عبداللطيف) سعود بن عبدالعزيز الحمين عن عمر يناهز ال75 عاما. وما ظنت انني استطيع ان اكتب عنه كلمة واحدة لهول الفاجعة ولعظم الخطب. انه خطب جلل ومصاب اليم ولكن ماذا اقول ودائرة الايمان بالقضاء والقدر تحمينا ان شاء الله تعالى من الجزع. انني مهما كتبت عن هذا الاخ فلن استطيع ان اوفيه حقه ولكن اتمثل في قول الشاعر:==1== على قدر اهل العزم تأتي العزائم==0== ==0==وتأتي على قدر الكرام المكارم==2== لقد عشت معه ما يزيد على ستين عاما منذ ان بلغنا سن الرجولة ولازمته ملازمة وطيدة وعرفت من سجاياه الطيبة وصفاته الحميدة مالم يعرفه غيري وان كانت شهادتي فيه مجروحة كما يقول المثل، فهو رجل كريم لا يحتقر احدا، ولا يحسد احدا ولا يسىء الى أي انسان بل كله خير يحب الخير للناس جميعا، متواضع بأخلاقه وصفاته نقي السريرة مؤمن بربه قائم بواجبه امام ربه. ان أي انسان تعامل معه وعرفه عن قرب بكى بكاء شديدا وحزن عليه حزنا لا يوصف، وكان امينا ونزيها، عفيفا تنفق يمينه بحيث لا تعلم شماله ما انفقت يمينه ولا نزكي على الله احدا. جعل الله ما عمله في دنياه في ميزان حسناته وارجو الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وان يجعل ابناءه خير خلف لخير سلف. والسلام علكيم ورحمة الله وبركاته. فوزان بن عبدالعزيز الحمين الدمام