يعقد وزراء مالية مجموعة الثماني في دوفيل (شمال غرب فرنسا) اجتماعا في نهاية الاسبوع الجاري لمناقشة وضع الاقتصاد العالمي الذي لم تؤد نهاية الحرب على العراق الى انقاذه من خطر الانكماش. وقد ادى اعلان دخول المانيا، ثالث قوة اقتصادية في العالم وهولندا، في مرحلة انكماش في الفصل الاول من هذه السنة الى ابراز هذا التهديد بشكل واضح بينما جاء انخفاض سعر صرف الدولار ليعقد الوضع بالنسبة للاوروبيين واليابانيين. ويفترض ان يعد وزراء المالية المحادثات الاقتصادية لرؤساء دول حكومات مجموعة الثماني الذين سيعقدون من الاول الى الثالث من يونيو قمة في ايفيان (وسط شرق) سيخصص الجزء الاكبر منها لمسائل التنمية وافريقيا والديون والمياه. كما سيبحثون في دعم النمو في العالم ومكافحة اموال الارهاب والسعي لتحقيق الاستقرار المالي، حسبما افادت وزارة الاقتصاد والمالية الفرنسية. وقال ستيفن روتش رئيس القسم الاقتصادي في مورغان ستانلي ان ارتفاع سعر صرف اليورو يمس مصدر النمو الرئيسي في القارة الاوروبية وهو الطلب الخارجي. ويهدد انكماش يشكل حلقة مفرغة من تراجع في الاسعار يؤدي الى تباطؤ في النشاط الاقتصادي وزيادة في البطالة في الولاياتالمتحدة ويسمم الاقتصاد الياباني منذ اكثر من عشرة اعوام. وحذر الاحتياطي الفدرالي الاميركي (البنك المركزي) الاسبوع الماضي من ان "احتمال انخفاض كبير وفي غير محله للتضخم ولو كان بسيطا، يتجاوز احتمال تسارع وتيرة التضخم المتدنية حاليا". ويبدو ان وزراء مالية مجموعة السبع (المانيا وكندا والولاياتالمتحدةوفرنسا وايطاليا واليابان وبريطانيا) وروسيا مرغمون اليوم اكثر من اي وقت مضى على الخروج عن الحديث الدبلوماسي والحذر. وقال محللون انهم سيرحبون بانخفاض اسعار النفط وانعدام المخاوف المرتبطة بالحرب على العراق بينما يبدو ان اتخاذ موقف مشترك وحاسم حول تراجع سعر صرف الدولار غير مرجح كثيرا. وقال وزير الخزانة الامريكي جون سنو انه سيطلب من نظرائه في المجموعة التركيز على دعم اقتصادياتهم قائلا ان الولاياتالمتحدة تضطلع بالفعل بدورها. واضاف سنو قائلا في بيان النمو يجب ان يبقى اولوية لنا... يجب على شركائنا في مجموعة السبع ان يتخذوا على الفور خطوات من جانبهم تتلاءم مع ظروفهم لحفز النمو وايجاد وظائف والاسهام في الرخاء العالمي. الاصلاحات الهيكلية مهمة بشكل خاص لاطلاق القوى الكامنة في بعض اقتصادياتنا. ومرددا موضوعا اثاره من قبل قال سنو ان اقتصادا عالميا قويا يحتاج الى محركات متعددة للنمو. وقال ان الوزراء سيواصلون مناقشة ديون العراق وانه يتطلع الى مشاركة كاملة للمؤسسات المالية الدولية في اعادة بناء البلاد التي مزقتها الحرب. واضاف ان المناقشات بشأن عملية الديون الدولية ستجرى في اطار نادي باريس لكنه قال انه يريد ايضا استطلاع دور لصندوق النقد الدولي. غير ان سنو حذر الدول الدائنة من توقع استئناف تدفق مدفوعات الديون العراقية قريبا قائلا اعتقد انه يجب الا يتوقع احد ان يبدأ العراق في دفع اقساط الديون قبل مرور بعض الوقت. وقال سنو انه سيؤكد ايضا اهمية الاجراءات الثنائية بشأن العراق وان مجموعة السبع ستبدأ مناقشات بشأن عملية تقدم بمقتضاها الدول فرادى تبرعات لاعادة اعمار العراق.