أكَّد خبير اقتصادي أن المشهد العام لتراجع الين أمام الدُّولار لا يدعو للقلق، واصفًا ما يحدث بالتقلُّبات العامَّة في البورصات العالميَّة. وأضاف الدكتور فهد بن جمعة ل»الجزيرة» أن الآثار الاقتصاديَّة على المملكة لا يمكن التنبؤ بها بمجرَّد تغييرات يومية أو على نطاق بسيط من الأيَّام إلا أنّه بِكلِّ تأكيدٍ ارتفاعات الدُّولار ستقلّص من حجم الطَّلب على النفط على المدى وهو الأمر الذي لن نستطيع قياسه حاليًّا. وتابع قائلاً: الظروف العالميَّة أثرت عليها بعض الاحصائيات غير الجيِّدة سواء من الصين أو الاتحاد الأوروبي الذي يترقَّب المتابعون سير اجتماعهم لهذا اليوم الأحد وما سيترتب عنه من أوضاع مُتَعَلِّقة بالدعم الاقتصادي والمالي. ومع إغلاق آخر جلسات الأسبوع المنصرم واستمرار تراجع الين أمام الدُّولار إلى مستوى لم يصل إليه منذ أكثر من أربع سنوات، حيث أغلق على مستوى 101.25 أمام الدولار، وعزا مسؤولون يابانيون الأمر إلى النهج الجديد للسياسة الاقتصاديَّة اليابانيَّة بهدف تخليصها من انكماش قارب العقدين من الزمن، في مقابل الدلائل لانتعاش اقتصادي أمريكي. من جانبه قال الاقتصادي مسلّط العجرفي رئيس مجلس إدارة مجموعة ابيك للتجارة والصناعة: لا شكَّ أن الحراك في أسواق العملات هو مؤشرٌ مهمٌ للنظر في أسعار الفائدة وما يرتبط بها من قضايا أخرى مثل التضخَّم والنمو وخلافه، لذلك وجرَّاء الأزمة الماليَّة العالميَّة في 2008 أشكّ في أن الحراك على أسعار الصرف وقوة العملات تدخل في حرب حقيقية نظرًا لعدم تعافي بعض الدول حتَّى الآن مما يقلل من أيّ خطط تلاعبيه لمستويات العملة وتأثيرها بالتالي على مستوى ارتفاع الصادرات. وأضاف العجرفي: ما حدث بين عملة الين والدُّولار الأمريكي سيكون تحت المجهر إذا لم تعلن أسباب ما يحدث للاقتصاد الياباني، وهو الأمر الذي خفف من ترقب النقَّاد والاقتصاديين وكذلك المستثمرين على مستوى العالم لتداعيات ما يحدث لهذا الانخفاض وهو الأمر الذي سنحكم عليه بِشَكلٍّ أوسع مع افتتاح الجلسات للأسبوع الجديد في ظلِّ أن القائمين على السياسة الاقتصاديَّة اليابانيَّة برروا النهج القائم لمسارهم الاقتصادي. وأضاف رئيس مجلس إدارة مجموع ابيك للتجارة والصناعة: بلا شكَّ كوننا في أبيك جزء من بقية المستثمرين في التصدير نترقب دائمًا وأبدًا أيّ تأثَّر في العملة والمسار الآن مناسب تمامًا في ظلِّ عدم وجود أيّ مصاعب لهذا التغيّر على عكس القطاع النفطي الذي سيتغيّر الطَّلب عليه في حال كان الدُّولار في أعلى مستوياته بِشَكلٍّ عام في مقابل مختلف العملات. وختم العجرفي حديثه قائلاً: سنترقب المسار للفترة القادمة في ظلِّ رسائل الطمأنينة التي أعلنها اليابانيون، وبالرغم من أن المسار العالمي غير مستقر ولكنَّه لا يدعو للقلق فهو أمر طبيعي اعتدنا عليه. من جانبها أبلغت الولاياتالمتحدةاليابان أول أمس الجمعة أنها ستتابع أي علامة على التلاعب بخفض عملتها ولكن طوكيو قالت إنها لم تواجه اعتراضا على سياساتها خلال اجتماع لوزراء مالية مجموعة السبع . وقال وزير الخزانة الامريكية جاك لو إن اليابان لديها»مشكلات في النمو» يتعين معالجتها ولكن محاولاتها لحفز اقتصادها لابد أن تظل في إطار الاتفاقيات الدولية لتفادي عمليات التخفيضات التنافسية للعملة. وهبط الين إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات أمام الدولار الجمعة لأقل من الحد المهم من الناحية النفسية وهو 100 ين . كما هبط أيضا لأدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات أمام اليورو. وهذه الخطوات نجمت إلى حد ما عن قيام مستثمرين يابانيين بالتحول إلى سندات أجنبية وهي خطوة كانت متوقعة منذ أن كشف بنك اليابان عن خطة تحفيز ضخمة في يناير كانون الثاني. وحسب رويترز أصرت طوكيو على أن هبوط الين لم يكن أحد القضايا الساخنة خلال اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة السبع التي استمرت يومين في بريطانيا، على الرغم من التصريحات بشأن حرب عملات عالمية. وقال وزير المالية الياباني تارو اسو للصحفيين بعد محادثات استمرت ساعات مع نظرائه في المجموعة إن»اليابان قامت بتحرك نقدي ومالي جريء لإنهاء الانكماش المطول مع تعاون الحكومة وبنك اليابان بشكل أوثق إلى حد بعيد.