في نقابة الصحفيين المصريين بدأت الجولة الثانية لمعرض الفنانة الفلسطينية زهيرة صباغ للصور الفوتوغرافية بعد أن تستمر اسبوعا في مركز الثقافة السينمائية بالقاهرة. زهيرة صباغ شاعرة من مدينة الناصرة , تهوى التصوير الفوتوغرافي بعد أن تخرجت في قسم الأدب الانجليزي بالجامعة , وتعمل حاليا أمينة مكتبة الشاعر أبى سلمى ومديرة قسم اطلاع الأطفال. تقول الفنانة زهيرة صباغ: اتجهت الى الاهتمام بالتصوير الفوتوغرافي بعد ملاحظتي ضعف الذاكرة العربية عند الأجيال الجديدة للشباب والفتيات في مدينة الناصرة , فقد حاول الاسرائيليون مرارا , تهويد المدينة بعد عام 1948 وطمس الذاكرة العربية وتغيير ملامح التاريخ والجغرافيا في الناصرة , حتى ان بعض البيوت القديمة تحول الى مراسم للفنانين اليهود , وبعض المساجد والكنائس تحولت الى متاحف وملاه وبيوت سياحية. وتضيف زهيرة صباغ: ولأنني أعيش منذ سنوات طويلة في المدينة وكنت شاهدة على حقيقة الأماكن الأصلية قبل ان تتحول على يد اليهود , استخدمت , الكاميرا لتسجيل الصورة الحقيقية الأصلية للمساجد والبيوت حتى تبقى الذاكرة العربية حية عند الأجيال الجديدة ولا ينسون أن مدينتهم عربية في الأصل وليس كما هي عليها الآن. وتظهر الشاعرة زهيرة صباغ في فيلم (الصبار) للمخرج السويسري باترك بورج الذي عرضه مركز الثقافة السينمائية بالتعاون مع المركز الثقافي السويسري بالقاهرة .. سألت زهيرة صباغ كيف جاء اختيارها للظهور في هذا الفيلم؟ فأجابت: كان المخرج السويسري باتريك بورج يقوم بتصوير مظاهر الحياة في مدينة الناصرة في ظل الاحتلال الاسرائيلي في فيلمه التسجيلي الطويل ( الصبار) وكنت أشتري بعض احتياجاتي من السوق وقابلته , وقال انه يريد ان يأخذني نموذجا للمرأة العاملة في المدينة وأسعده كثيرا انني أكتب الشعر وأن ابني كان معتقلا في السجون الاسرائيلية لأكثر من سنتين , فقام بتصويري وأنا أروي قصتي في مدينة الناصرة , وكم المعاناة التي نجدها بسبب الحصار اليومي وحظر التجول والقمع الإسرائيلي وتقييد الحريات الذي يصل الى منع إقامة الندوات او المعارض الفنية واعتبارها من النشاطات المعادية لإسرائيل! وتضيف زهيرة صباغ: انني أنتهز كل فرصة لأقوم بعرض اعمالي الفوتوغرافية , حتى تبقى الذاكرة العربية والفلسطينية حية , وتعرف الأجيال الجديدة أن المدن التي يعيشون فيها كان يسكنها العرب ويشيدون فيها المساجد ودور العبادة والحدائق والأسوار ويزرعون نبات (الصبار) الذي بات رمزا للشعب الفلسطيني وصبره على ويلات الاحتلال.