أطلت وجوه الفنان سعود محجوب المجسمة من خلال أعماله فى صور نصفية، تنوعت فى مواضيعها، في لوحات عدة، عبر معرض للفنون التشكيلية عنوانه «إبداعات تشكيلية سعودية»، والذي أُقيم أخيراً في القاهرة بمشاركة أكثر من 20 فناناً وفنانة من السعودية. «الحياة» محجوب فكان هذا الحوار: كيف ترى حركة التصوير الضوئي في السعودية؟ - أصبحت الحركة التصويرية في السعودية فاعلة ومحسوسة، ويُعد افتتاحه بيت الفوتوغرافيين نقطة تحول حضاري ثقافي، إذ نشطت الجماعات الفوتوغرافية بدءاً: ببيت الفوتوغرافيين ثم بيت فوتوغرافيي جدة ثم صحافة جدة التي كشفت عن جماعات مختلفة في جميع مناطق المملكة منها: جماعة الأحساء والتي خرجت إلى العالمية، إذ حازت على أكثر من 45 جائزة وأيضاً جماعة القطيف وغيرهم من الجماعات، كما ظهرت على الشبكة العنكبوتية جماعة «أصدقاء الضوء» وهي أفضل جماعة فوتوغرافية وأيضاً جماعة عدسات عربية وفن الصورة وكثيراً من الجماعات، وأحدثها الجمعية السعودية للتصوير الضوئي وهي المرجع الأساسي والمنطلق الحقيقي للفن الفوتوغرافي السعودي. سعود محجوب، فنان تسيطر على أعماله الإيقاعات الداكنة ذات المسحة الدرامية...ما تعليقك؟ - لقد مارست التصوير لأكثر من 35 عاماً: بدءاً من تصوير معالم الطبيعة في البر، والبحر والغوص في أعماقها، وتمكنت من التصوير المعماري والطبيعة الصامتة إضافة إلى ممارسة التصوير التجاري. والآن بدأت بالاهتمام بالصور الفنية الإبداعية والدخول في المدارس الفكرية المختلفة، وأردت أن أظهر بعض الأفكار المتعلقة بالرمزية والتجريدية من خلال هذا المعرض، ولأن الأعمال عبارة عن وجوه مختلفة مما يتطلب درجة عالية من التركيز واستعمال الظل والظلال، والألوان الداكنة تُظهر التباين اللافت للعين، وفكرة العمل تقوم على استخدام فكرة الشمائل (السمترية) بالتقاط نصف العمل ثم قلب العمل بتكراره ودمجه في عمل واحد، ليظهر صورته النهائية. وقد اعتمدت على العناصر المتاحة من حولي من جذوع الأشجار وأخشاب وصخور وسحب وتشكيلات حديدية. شاركت بعدد(13) لوحة بالمعرض، ما اللوحة التي تعتز بها؟ - أعتز كثيراً بلوحة «الأم» وهي تضم ثمانية أعمال في لوحة واحدة، ولقد استغرقت أكثر من سنتين في تطوير الفكرة والتصوير، وهي صور التقطت بأفلام موجبة (سلايد) وقمت بدمج شريحتي مع بعضها البعض ومن ثم طباعتها ثم مسحها باستخدام الماسح الضوئي لُتحفظ رقمياً. فالفكرة هي تجسيد صفات المرأة: الأم والأخت والعمة والجدة في صورة حقيقية مباشرة والتي يتطلب البحث عنها في نساء عدة ومن الصعب الوصول إليها باستخدام رموز معينة كما يفعل الشاعر في قصيدته. وتمثلت الأم في الحياة: تنجب وتحمل وترعى، وفي جميع الظروف والأوقات: في الشتاء، والصيف، والربيع، والخريف ودموعها تنهمر في الفرح والحزن وعطاؤها مستمر وهي رمز الجمال والمحبة. لقد عبرت عنها بأشكال الطبيعة وتأثيرها على النبات في فصول السنة نجدها موجودة، كما تراها في اللوحة حيث الزهور والألوان المختلفة وأوراق الخريف تحكي وقطرات المطر هي الدموع إنها الأمل والحياة والنافذة العتيقة من الروشان التي غطت بيوت جدة في ذاك الزمان، إذ إنها ترمز للمسكن حيث المراد (المرأة سكناً) كما وردت في القرآن الكريم. من تأثرت به في مجال التصوير الفوتوغرافي؟ - أخي الأكبر أحمد محجوب (رحمه الله) عبر بوابة التحميض والطباعة بالأسود والأبيض وكنت أشاهد أعماله في الثمانينات وهو يستعمل أفلام كوداك روم أفلام سلايد (موجبة) وتعلمت على يد الدكتور أسامة باحنان فمارست التصوير وطباعة أفلام السلايد والتصوير تحت الماء ولكن عميد التصوير الفوتوغرافي حامد شلبي صقل موهبتي. تعددت مشاركاتك فى المعارض العربية، والعالمية: أيهما كان له تأثير في مجالك؟ - زيارتي لألمانيا وحضوري المعرض العالمي المتعلق بالتصوير الفوتوغرافي المشهور بمدينة كولون والمعروفة باسم (فوتوكينا) غير مجرى تفكيري وحياتي في مجال التصوير الفوتوغرافي وهو غاية في الإبداع الفوتوغرافي إذ تيسر لنا مشاهدة أكثر من 12 صالة عرض تضم كل ما يتعلق بهذا المجال وكذلك مدارس التصوير الفوتوغرافي المختلفة، واحتكاكي بالمبدعين التشكيليين في السعودية من أمثال: عبدالعزيز عاشور وحواراته الفنية وكذلك الفنان أيمن يسري والفنان عبدالله إدريس. هؤلاء أثروا الفن بفكرهم الإبداعي الذي سيبقى عالقاً دائماً وأبداً في أذهان كل الفنانين. هل يمكن إلقاء الضوء على بيت الفوتوغرافيين السعوديين؟ - يُعد بيت الفوتوغرافيين السعودي النبراس الأول للفن الفوتوغرافي ولأكثر من 14 عاماً وهو يقدم الكثير من الأنشطة للمصورين الذين وصل بعضهم إلى العالمية وقد أسسه الدكتور محمد سعيد الفارسي، ليكون واجهة للفن والثقافة بمدينة جدة ، إذ أسس بيت التشكيليين وبيت الباحة من أجل جعل كل بيت سعودي يحتوي على لوحة فنية سعودية أو صورة فوتوغرافية، إذ جعل من مدينة جدة متحفاً مفتوحاً وجلب عدسات المصورين لتسجيل هذا الجمال. وللنهوض ببيت الفوتوغرافيين لابد من التعاون مع القطاع الخاص وإيجاد المناخ المناسب وأماكن العرض المناسبة وتنظيم دورات متخصصة في هذا المجال، ونسعى جاهدين إلى تطوير البيت ليصبح أكثر فعالية وإبداع. ولدينا مجلة «الزاوية» التي أسهمت في ربط الفوتوغرافيين داخل المملكة ببعضهم البعض ومتابعة إنجازاتهم.