انشاء هيئة للصحفيين السعوديين قرار تأخر خمسين عاما.. هكذا يقول الكاتب اللامع عبدالله باجبير في حواره معنا ويدعو الصحفيين الى الاجتماع لوضع قوانين الهيئة التي تمكنها من العمل.. ودعا الى تطهير المهنة (الصحافة) من البقالين والمكوجية وباعة الاحذية!! اما عن التعليم وتطويره فقد اشار باجبير الى ان التعليم العام يقدم لنا ببغاوات تردد ما يعطى لها لان اسلوب التلقين المعتمد من قبل الوزارة سوف يقضي على المستقبل كما قضى على الحاضر في عقول الابناء. وحول الدروس التي يمكن أن يتعلمها العرب من سقوط نظام الديكتاتور صدام حسين ذكر باجبير ان دروسا كثيرة مرت بالعرب لم يستفيدوا منها وكل ما يخشاه ضيفنا ان الدول العربية لن تستفيد من سقوط صدام حسين لان باعتقادهم ان ما حدث لصدام لن يحدث لهم. وعن مشاكل الشباب والاسرة العربية التي يعالجها من خلال الرسائل العديدة التي تصله قال باجبير إن همّ الشاب في الاساس العمل والزواج والخلافات العائلية بين الاقارب.. وطالب المجتمع باتاحة الفرصة للشباب للعطاء والانفتاح الاجتماعي. التعليم الأساسي @ كيف تقيم مناهج التعليم في المملكة.. والى اي حد تعتقد انها تحتاج الى التغيير؟ * من الصعب التعميم.. بمعنى انه لا يمكن الحكم على كل مستويات التعليم مرة واحدة.. ولكن اعتقد ان المقصود دائما هو التعليم الاساسي وهو بالطبع يحتاج الى تغيير جذري.. سواء في مواد التعليم او اسلوب التعليم.. وقد كتبت مرارا وكتب غيري عن كثرة الحشو في المناهج بحيث لا يتمكن التلميذ من اجادة مادة واحدة ولكنه يحمل في رأسه أشتاتا من مواد اكثرها لن يستخدمها مرة اخرى.. اما التلقين فهو مشكلة المشاكل.. فأنت بهذا الاسلوب لا تعلم تلاميذ ولكن تعلم ببغاوات او قردة.. وهذا الاسلوب يقتل الابتكار والابداع في التلميذ ويحوله الى مجرد متلق.. ولهذا ليست صدفة ان يصبح عندنا اطفال أذكياء وكبار اغبياء.. فقد حولنا الطفل الذكي الى رجل غبي وقتلنا في نفسه ملكة التفكير.. المناهج لابد ان تنسف نسفا.. اما اسلوب التلقين فهو جريمة يجب القبض على من يقومون بها.. اننا بأسلوب التلقين الذي عفى عليه الزمن انما نقضي على المستقبل كما قضينا على الحاضر.. وانني اتساءل: لماذا لا نستورد اسلوب التعليم الامريكي او الياباني.. اختصارا للوقت وقفزا الى التقدم.. والذين يقولون ان هذا يتعارض مع قيمنا وتقاليدنا فإنني اقول لهم اننا لا نتحدث في القيم والاخلاق ولكن في العلم والتقدم وكفى تعليق كل شيء على شماعة القيم والتقاليد. البطالة @ هناك مجلس القوى العاملة يقول ان نسبة البطالة في المملكة وصلت الى 13% وتؤكد وزارة العمل والشئون الاجتماعية انها لم تتجاوز 8% بينما مصادر مستقلة تقول انها تتجاوز 30% .. برأيك ما اسباب البطالة لدينا.. واي الارقام هذه انت ترجح.. ومن يتحمل مسئولية البطالة.. وهل تعتقد اننا نتعامل معها بالشكل الصحيح؟ * لا مجلس القوى العاملة ولا وزارة العمل والشئون الاجتماعية ولا المصادر التي تتحدث عنها - هؤلاء جميعا لا يقولون الحقيقة - ولست املك جهازا للاحصاء لأقدم رقما انا الآخر.. ولكن سآخذ بالمبدأ الذي يقول (ان الفضيلة هي الوسط بين رذيلتين) ولهذا فإنني اقترح جمع هذه الارقام كلها معا ثم قسمتها على ثلاثة وأظننا سنحصل على الرقم الصحيح.. وهو اذا لم أخطئ 17% ولعله اقرب الى الرقم الصحيح. اما من الذي يتحمل مسئولية البطالة فنحن جميعا نتحمل مسئوليتها.. اي المجتمع كله.. الحكومة ورجال الاعمال والمؤسسات ثم اسلوب التعليم الذي تحدثت عنه في اول هذا الاستجواب.. لانك في الواقع تقدم الى سوق العمل عاطلين لانهم لا يجدون شيئا! لابد إذا من تغيير مناهج التعليم لتقدم اطباء ومهندسين وعمالا مهرة وليس مؤهلهم الوحيد هو انهم يحملون شهادات.. الشهادة مجرد ورقة ولكن ماذا خلف الشهادة من فهم ومعرفة ومهارة.. فاذا قلنا ان المال هو السبب، وان الحكومة ليس في ميزانيتها ما يكفي لانشاء مصانع جديدة او شركات جديدة فلماذا لا نفرض ضرائب مدرجة على الدخول اذا زادت عن حد معين.. ان الضرائب التصاعدية في الدول المتقدمة تصل الى مائة بالمائة من الدخل اذا تجاوز مبلغا معينا.. ومن حصيلة هذه الضرائب يمكن انشاء وظائف جديدة تستوعب الايدي العاملة المعطلة.. ان البطالة قنبلة موقوتة ستنفجر في وجوهنا جميعا.. فاما ان ننزع الفتيل او نصبح جميعا ضحايا. هيئة الصحفيين @ كيف ترى انشاء هيئة للصحفيين السعوديين.. وهل تتوقع انها ملائمة للظروف والمستجدات الاعلامية الجديدة؟ * كل منشأة مهما كانت نشأتها تتوقف على من يقومون بالعمل فيها.. وإنشاء هيئة للصحفيين السعوديين قرار تأخر خمسين عاما على الاقل اذا عرفنا ان نقابة الصحفيين في (مصر) تم انشاؤها عام 1942 من القرن الماضي.. والمهم الآن ان يجتمع الصحفيون لوضع قانون لهذه الهيئة ولوائح تنظم العمل بها.. وأول هذه القوانين هو منع غير الاعضاء في الهيئة من ممارسة الصحافة التي اصبحت مهنة من لا مهنة له.. وتطهير المهنة من البقالين والمكوجية وباعة الاحذية.. فالصحافة هي السلطة الرابعة في اي مجتمع محترم والسلطة بضم السين غير السلطة بفتحها.. والحكاية الآن سلطة بالفتح فلنحاول ان نجعلها سلطة بالضم.. والمهم الآن ان تجتمع الهيئة التأسيسية ولتكن مؤقتا من رؤساء التحرير وكبار الكتاب لتحويل الهيئة من مجرد كلام الى فعل.. وبدء تلقي الطلبات للانضمام الى الهيئة وتفصل فيها لجنة العضوية وهذه الهيئة يحضرها احد القضاة بعد ان تتحدد شروط العضوية!! وبالطبع لابد ان يقر القانون حرية العمل الصحفي، ويمنع وضع اي صحفي او كاتب في السجن في قضايا الرأي، وان يكون من امتيازات الصحفي دخول اي مكان بواسطة بطاقة عضويته في الهيئة.. كما يمنح امتيازات التليفونات وركوب الطائرات.. الى آخره وبالطبع هناك عشرات اللوائح التي يجب ان توضع لضمان قيام الهيئة بعملها. مشاكل الشباب @ تطرقت من خلال عدة زوايا كتابية لك عن طموح ومشاكل الشباب والفتيات في العالم العربي خاصة السعودي ومحاولة حلها.. فما ابرز تلك المشاكل التي تردك.. وهل تأتيك بعد طرح الحلول ردود من اصحابها تفيدك بتقبلهم هذه الحلول او عدمه؟ * كل شاب في هذا العالم يحلم بعد حصوله على المؤهل او بدونه بشيئين لا ثالث لهما.. عمل يوفر له الاسهام في حركة المجتمع.. وزوجة يأنس اليها.. اي ببساطة العمل والزواج.. واكثر المشاكل التي في بريدي تدور حول هذين الموضوعين.. شاب يبحث عن عمل.. ويبحث عن زوجة.. فاذا حصل على احدهما دون الآخر سار في طريق الحياة وهو يعرج .. واذا لم يحصل على ايهما عاش كالكسيح الذي يريد ان يمشي بلا ساقين.. وقد تكلمنا عن موضوع البطالة في سطور سابقة فاذا انتقلنا الى موضوع الزوجة.. فهناك مشاكل التعارف بين الشباب.. فليس في بلادنا لقاءات. واقصد باللقاءات الاجتماعية اللقاءات التي تتم في نطاق الاسرة وتحت رعاية ولا اقول (رقابة) الابوين وتكون النتيجة اما تعارف الهواتف.. واما تعارف الصدفة وما يسببه هذا وذاك من مشاكل.. ثم يأتي دور توفير المهر ونفقات العرس وتأثيث الشقة اذا وجدت.. اي المشكلة المادية التي لا يكون الشاب مستعدا لها بحكم قلة الموارد.. وقديما قالوا العمل معركة الرجل.. والمنزل حصنه.. فاذا لم توفر للشباب معركة يخوضها من اجل الحياة والتقدم تحول إلى متمرد ساخط قد ينقلب الى مدمر.. واذا لم توفر له الظروف والشروط الملائمة للزواج تحول الى (هلاس) او انكفأ على نفسه ومارس العادات الضارة.. وليست الحكومة وحدها مسئولة.. المجتمع ككل مسئول.. اما المشاكل العاطفية وما اكثرها فأغلبها يدور حول الفتاة التي تظل حبيسة الجدران حتى تتعنس او يؤتى لها بعريس غير مناسب تقبل الزواج به للهروب من السجن.. وتكون النتيجة زواجا غير موفق ينتهي عادة بطلاق سريع.. اما قرائي فكثير منهم يكتب لي شاكرا ما عرضته عليه من حلول.. وانا عادة لا افرض حلا او اقدم نصيحة ولكني اشارك القارئ التفكير في مختلف الحلول والبدائل.. ففرض الحل لا يقل سوءا عن فرض الزواج.. والنصيحة لا تجدي اذا كانت بعيدة عن الواقع.. واذا لم يقتنع بها القارئ. ثم يأتي زواج الفتاة الصغيرة من الكهل العجوز قهرا وهي مشكلة تؤلمني كثيرا. وهناك المشاكل العائلية التي تنشب بين اهل الزوج وأهل الزوجة او بين اهل الزوجة والزوج وللاسف انها مشاكل مأساوية وقد يدهشكم ان تعلموا انها ربما تكون من اكثر الاسباب التي تحطم الزواج خاصة في سنواته الاولى. تعليم البنات @ منذ أكثر من عام بعد ان دمجت رئاسة تعليم البنات مع وزارة المعارف ومع ذلك لم يتغير شيء.. هل العقول هي التي يجب تغييرها بدلا من تغيير الحسميات الوظيفية؟ * ان دمج رئاسة تعليم البنات في وزارة المعارف (التربية والتعليم حاليا) هو مجرد قرار اداري لا يمس جوهر العملية التعليمية.. انه مجرد دمج على الورق لا اكثر ولا اقل.. وعملية تعليم البنات عملية من اهم واخطر ما يكون.. ولا تعالج بمجرد قرار اداري.. الحكاية تحتاج الى تعمق ودراسة ومفهوم اوسع للتعليم.. ومناهج متطورة ليس للتحصيل العلمي فقط ولكن لتربية البنت تربية صحيحة.. لتندمج فعلا في الحياة والمجتمع. سقوط صدام @ هل استفاد العرب من سقوط صدام وتماثيل الحاكم؟ * دروس كثيرة مرت بالعرب لم يستفيدوا منها.. واخشى انهم لن يستفيدوا من سقوط (صدام) ايضا.. والحاصل ان الدول العربية تظن ان ما حدث (لصدام) لن يحدث لهم.. وهم ينسون حكاية من (كليلة ودمنة) عن البقرات الثلاث.. الصفراء والسوداء والبيضاء.. التي اتحدت ضد الاسد.. ولكن الاسد استطاع ان يقنع البيضاء بأن الصفراء تتآمر عليها فأخبرته كيف يمكنه الوصول اليها عندما تصبح وحيدة، وهكذا التهم الاسد البقرة الصفراء ثم استطاع ان يكرر المؤامرة حتى التهم البقرتين البيضاء والسوداء.. والحل هو تفعيل الجامعة العربية وليس هدمها.. والتمسك بالحد الادنى من التضامن العربي.. والا فإن (فلسطين) ثم (العراق) هما البداية.. لقد انفرد (صدام حسين) بالحكم في (العراق) وجعله سجنا كبيرا للعراقيين، واستباح ثروته له ولابنائه وذوي قرباه.. وبدد الثروة الضخمة في حروب لا تجدي.. ولم تستطع الدول العربية ردعه، فلما استفحل خطره جاءت (أمريكا).. الديكتاتور @ كيف ترى توجه زعماء العرب نحو الاصلاح والديمقراطية.. بعد سقوط نظام صدام؟ * إن دكتاتورية (صدام حسين) كانت هدفه كما كانت حتفه والجيش العراقي لم يحارب لانه كان يدافع عن (البعث) وليس عن الشعب.. اي أنه كان المطلوب منه الدفاع عن النظام وليس عن (العراق) .. فكانت النتيجة المأساوية.. ويلاحظ تاريخيا ان كل ديكتاتور سرعان ما تتخلى عنه القوى التي صنعها بمجرد وقوعه في مأزق.. واذا كان الشعب العراقي قد حطم تماثيل (صدام) فان الشعب الايطالي علق (موسولينى) من قدميه وقطع عضوه الذكري.. كذلك فعل الشعب الروسي بتماثيل (ستالين) ونهاية (سلوبودان سولوفتش) هي المحاكمة والسجن.. فهل يتعظ العرب؟! هل يتعظ الدكتاتور الحي من مصير الدكتاتور الميت.. ارجو ذلك؟! ان شرعية اي نظام هي رضاء المحكومين عنه فاذا افتقد التأييد الشعبي له سقطت شرعيته والحل معروف.. الحرية في الاختيار تعطي الشرعية الحقيقية وليس القهر والعبودية.. ولكن ما اكثر العبر واقل الاعتبار كما يقول الامام علي (رضي الله عنه). الديمقراطية @ هل أنت معي في أن بعض المثقفين والسياسيين العرب يخضعون لسلطة العوام في مواقعهم السياسية وبذلك لا يستطيعون أن يتخذوا قرارا شجاعا في تغيير مجتمعاتهم نحو الديمقراطية، وأنت تعرف أن هؤلاء العوام يقولون: الديمقراطية صناعة غربيةولا تصلح لمجتمعنا؟ * اختلف معكم في هذا السؤال.. من الذي قال ان الشعوب ترفض الديمقراطية.. هذا اذا كنت تقصد بالعوام الشعوب.. وليس لها معنى آخر عندي الا اذا كنت تقصد المستفيدين من النظم الحاكمة فهؤلاء لا يريدون التغيير لان هذا قد يؤدي او سيؤدي الى تقليص نفوذهم والحد من مكاسبهم.. ان المستفيدين من الاوضاع الراهنة هم الذين يخشون الديمقراطية التي هي حكم الشعوب.. فكيف تقف الشعوب ضد مصالحها.. اما ان الديمقراطية كما يقولون صناعة غربية.. فنحن نستخدم الصناعة الغربية في كل مناحي حياتنا.. فلماذا نرفض هذه الصناعة؟! ثم ان الديمقراطية ليست قالبا واحدا.. هناك انواع واشكال من الديمقراطية في (انجلترا) ونظامها ملكي.. وهناك ديمقراطية في (فرنسا) ونظامها جمهوري.. وهناك ديمقراطيات في دول (الفيوردات) (السويد) و(الدنمارك) و(فنلندا) وبعضها ملكي وبعضها جمهوري اشتراكي وهكذا..اننا نستورد من الغرب كل شيء.. فلماذا لانستورد الديمقراطية.. هل لان الرسوم الجمركية عليها مرتفعة؟ حقوق الانسان @ كيف هي حقوق الانسان في العالم العربي.. وأين المجتمع المدني من المطالبة بها ودفع ثمنها؟ * لو كانت هناك حقوق لانسان في العالم العربي لما كان هذا حال العالم العربي.. حقوق الانسان تشتمل على دائرة واسعة من الحقوق تبدأ بحقه في التمتع بحرية الكلام والكتابة والنقد وإبداء الرأي والانضمام الى النقابات والاحزاب اذا وجدت واختيار من يمثله في المجالس النيابية.. وتشمل حقه في التعليم والعمل والمسكن.. وحقه في ان يقف امام قاضيه الطبيعي اذا اتهم.. وان يكون له محام يدافع عنه.. وان يسمح لذويه بزيارته. وحقه في ان يحصل على خدمات السلطة التنفيذية بلا تعقيد او مشاكل فلا يضيع اسبوعا او شهرا للحصول على ورقة من جهة ما دون وساطة او دون رشوة. وحقه في التنقل في وطنه وسفره.. وحقه في رفض ما لا يرضيه.. الى آخره. والحقوق ترتب الواجبات.. فاذا اعطيت للانسان حقوقه قام بواجبه.. ولن يقوم بواجبه اذا حرمته من هذه الحقوق.. ولهذا فان اكثر الناس لا تقوم بواجبها كما ينبغي لانها محرومة من حقوقها والحديث يطول. الثقافة والإعلام @ دمج الثقافة مع الاعلام في الوزارة الجديدة.. في ظنك هل نتوقع ان تتحرر من البيروقراطية والعواجيز الذين لم يغادروا مواقعهم منذ عشرات السنين.. ام ان المسألة بيروقراطية اخرى؟ * نحن نعرف ان وزارة الثقافة لا تنتج الثقافة ولكن ترعى المثقفين.. وهذه الرعاية تتلخص في تمكين المثقف من ان يقول كلمته وينشر قصيدته ويطبع روايته او كتابه.. كذلك يمكن ان نعطيه منحة تفرغ اذا كان له مشروع ثقافي يريد ان ينجزه.. وان تدافع عنه عند الاقتضاء وان تقف معه اذا تعثرت حياته وان تساعده على السفر لمعرفة ما يدور في العالم.. وان توفر له المصادر من كتب ومجلات وان تقيم الندوات وتناقش شئون البلد من ناحية القيم السائدة والاتجاهات الفكرية.. وتمتد رعاية وزارة الثقافة للفنانين بمختلف ابداعاتهم من موسيقى وفن تشكيلي ومسرح وسينما وتليفزيون.. وتحت مظلة وزارة الثقافة يمكن ان يتم انشاء المنتديات الادبية واتحادات الكتاب والفنانين ومؤسسات النشر والترجمة.. الى آخره. وهنا تبرز مشكلة كيف يمكن ان يقوم القائمون على الوزارة بكل هذا بالاضافة الى وزارة اخرى هي وزارة الاعلام وهي وزارة متشعبة المهام.. سريعة الايقاع بحكم عملها.. تحتاج الى عمل مستمر 24 ساعة في اليوم.. كما تتناقض طبيعة الثقافة مع طبيعة الاعلام.. فالثقافة بطيئة الايقاع والتأثير بعكس الاعلام.. وهذا يعني ان يعمل الوزير المزدوج بسرعتين في وقت واحد وهذا صعب.. وقد جربت بعض الدول دمج الاعلام والثقافة وفشلت التجربة للاسباب السابقة.. ثم لان الوزير المزدوج سيعطي الاعلام على حساب الثقافة لان الاعلام سيعطيه التلميع والرواج.. ففي برنامج واحد يمكن للوزير ان يتحدث الى الملايين.. بينما الثقافة لا تقوم بهذا الدور التلميعي.. فلن يؤلف كاتب رواية لمدح وزير او تلميعه.. ولن يؤلف موسيقي قطعة موسيقية اعجابا بالوزير.. اما البيروقراطية فهي قدرنا المحتوم حتى تخرج اجيال جديدة قادرة على الانتاج وقادرة على تغيير المياه المتحجرة التي أعاقت تقدمنا. ومع ذلك.. دعنا ننتظر ونر. عمرو خالد @ ما قصة الداعية عمرو خالد ولماذا هاجمتك الاقلام حين أبديت رأيا فيما يمثله من ظاهرة جديدة.. وهل هناك ظاهرة من الارهاب الفكري تمنع المثقفين والكتاب من نقد الدعاة كبشر؟ * حكايتي مع (عمرو خالد) هي حكايتي مع الدعاة (المودرن) او المحدثين لانهم ببساطة يستخدمون فنون الدعاية والاعلان وتكنولوجيا التصوير والاخراج لابهار الشباب وصرفهم عن العلم والعمل الى اجترار الماضي الذي لن يعود.. ان كل من يلوذ بالتاريخ يريد ان يعيد عجلة التاريخ الى الوراء او بمعنى آخر يهرب من مواجهة الواقع بتعقيداته ليأوي الى التاريخ بحكاياته.. العالم يتطور ويسرع ويمسك بالمستقبل ونحن نتشبث بالماضي ونغرق فيه!! ان الدين الاسلامي هو اعظم هبات الخالق للمخلوق.. فكيف نحوله الى مخدرات.. ان الذين يستمعون الى هؤلاء الدعاة يخرجون مسلوبي الارادة .. ثم كيف نسمح بتحويل الدين الى (سبوبة) وأكل عيش وسلعة تباع وتشترى وتتكون منها الثروات ونخسر فيها نحن اعظم ثروة.. وهي الشباب؟ اما الذين يهاجمونني فليس عندي ما أقوله لهم سوى (غفر الله لي ولكم).. فأنا لست من دعاة المهاترات ولا الرقص على حبال الكلمات.. وشكرا لكم.. الكاتب باجبير في مكتبته الخاصة و في الاطار وزير العمل