يعلم العاقل أن حياته الصحيحة هي حياة السعادة والطمأنينة، وانها قصيرة جداً فلا ينبغي له أن يقصرها بالهم والعيش مع الكدر إنما عليه رفع يديه لخالقه والاسترسال بالدعاء .. فالدعاء هو الطاقة التي تحرك المشاعر ويشعر معها الإنسان بأنه يعلو ويحلق ويقترب من الله جل شانه، وتبتعد كل الحواجز بينه وبين خالقه ويبقى القلب يخفق مع كل حرف يلفظه في الدعاء . فالقلب مضغه بحياتها يحيا الجسد وبموتها يموت، وهو دعاء الإيمان قال تعالى (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم) والنفس إن لم تشغلها بالدعاء والذكر شغلتك بالباطل فتبقى نفساً فارغة لا يملؤها إلا الهموم. ونجد من الأدعية الكثير .. منها ما ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنها ما يخرج من القلب في لحظة يأس أو لحظة أمل بعد يأس وفي مناجاة عبد مؤمن إلى رب سميع مجيب . قال تعالى في آخر سورة البقرة ... (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو اخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) . اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة . وفاء الدبيخي