تشهد محافظة وادي الدواسر هذه الفترة ازدهار ما يسمى ببورصة البطيخ والذي يطلق عليه في بعض مناطق المملكة اسم الحبحب او الجح. ويبدأ العمل في هذه البورصة مجازا من الخامسة صباحا وحتى العاشرة مساء لكن لمدة لا تتجاوز الشهرين. وتتراوح الاسعار التي يتم قياسها بحمولة السيارة كاملة بين 2500 ريال في اوقات الذروة وتتراجع الى 500 ريال في اوقات هدوء الموسم. ويصل عدد السيارات المحملة بالحبحب والتي تتم المزايدة عليها بين 300 و400 سيارة يوميا وترتفع في وقت الذروة الى 600 سيارة. ونظرا للاقبال المتزايد على شراء منتجات هذا السوق من قبل الشريطية والباعة المتجولين الذين يفدون من مختلف اسواق هذه البلاد فقد اتخذت بلدية المحافظة برئاسة المهندس محمد مبارك المجلي كافة الاحتياطات اللازمة والكفيلة بتحقيق الراحة والطمأنينة لمرتادي مثل هذه الاسواق الضخمة بدءا بسفلتة السوق وتسويره بحديد فولاذي يمنع الدخول اليه الا من مدخل رسمي ووضع مظلات حديدية تستوعب كميات كبيرة من الانتاج بما في ذلك الشريطية والمتسوقون وانتهاء بانارته بكشافات تمكن مرتاديه من مزاولة البيع ليلا كما جندت عددا كبيرا من عمال النظافة وسياراتها لمراقبة السوق وتنظيفه بشكل يومي. الجدير بالذكر ان هذا السوق يقوم كل عام بتغذية جميع اسواق ومحلات الخضار بالمملكة بمثل هذه الفاكهة وذلك من خلال مندوبين دائمين بالسوق يقومون بعملية شراء الحبحب ومن ثم توزيعه على مختلف الاسواق القريبة منها والبعيدة وذلك حسبما افاد به احد الشريطية انه يقوم بشراء ما يقارب 60 سيارة يوميا يتم وضعها في 6 شاحنات كبيرة والحمولة يتم توزيعها على الاسواق القريبة والبعيدة ويتم بيعها على عدد من المحلات بتلك الاسواق بعد الاتفاق مع بعض بائعي الخضار مسبقا مما جعل محبي هذه الفاكهة يقبلون عليها خاصة اذا ما علموا انها من انتاج وادي الدواسر حتى ولو كانت قيمتها باهظة الثمن وذلك لعلم الزبون بضمان جودة الانتاج. ولعل من المفارقات في هذا السوق ان القيمة الشرائية به تنخفض كل يوم عن الذي قبله فقد وصلت قيمة حمولة سيارة وانيت صغير الى 2500 ريال ما تلبث ان تنخفض القيمة الى ان تصل في نهاية الموسم الى 500 ريال فقط مما حدا بمنتجي هذا النوع من الخضار الى التبكير في عملية الانتاج والتسويق لاستغلال ارتفاع الاسعار المرتفعة بل والملتهبة في غالب الاحيان.