يعود الصيف وتسطع فيه الشمس في السماء حيث يكون الغطس في مياه الشواطىء أو برك السباحة أفضل طريقة للانتعاش ويتوق الأطفال بصفة خاصة للخروج من البيت واللهو بالماء كما تستعد عائلات كثيرة لقضاء الأمسيات والعطلات الأسبوعية في الأماكن المحببة لديهم بالقرب من الماء . وفي كل عام تقضي حوادث الغرق على حياة العديد من الأطفال ولعل من الممكن انقاذ الكثيرين من الأطفال لو كان آباؤهم قد احسنوا تعليمهم كيفية اتقاء مواطن الخطر والحذر منها والوقاية من حوادث الغرق ليست بالأمر الصعب أو المستحيل لانها لا تتطلب سوى شيء من الحرص والحذر مع قليل من الجهد إضافة أفضل وسيلة للوقاية من حوادث الغرق هي الرقاية اللصيقة لأولئك الأطفال فلا يجب ترك الأطفال دون سواهم بالقرب من الماء ولو للحظة واحدة فلربما يتعرض الأطفال للغرق في غضون ثوان معدودة. ويقع الكثير من حوادث الغرق في برك السباحة داخل الأحياء السكنية والمنازل الكبيرة أو قرب الشواطيء الساحلية ويعتبر تعلم مبادىء السباحة من أسلم طرق الوقاية للحماية من حوادث الغرق حيث يفضل تعليم الطفل في سن مبكرة السباحة على أيدي معلمين متخصصين فكلما بدأ الطفل صغيراً كان استعداده للتعلم أفضل ومن الحوادث المأساوية التي حدثت ما يصعب حصرها وشهدت محافظة الجبيل العديد من حالات الغرق كادت تودي بروح العديد من المتنزهين على الشواطىء. العميد عبد الله بن يحي الزهراني قائد قطاع حرس الحدود بالجبيل ارجع اللوم على الأهالي لعدم مراقبة الأطفال رغم التحذيرات التي وضعت على امتداد الشواطىء وأضاف في حديثه ل (اليوم) ان أغلب حالات الغرق حدثت لعدد من المتنزهين من خارج الجبيل مؤكداً أن هناك تعاونا كبيرا مع الهيئة الملكية بالجبيل بوضع كل ما يخدم المتنزهين من إرشادات متنوعة على امتداد الشواطىء بمدينة الجبيل الصناعية بهدف إرشاد رواد البحر لخطورة بعض الأماكن وعدم السماح لهم بالسباحة في العمق حيث وضعت علامات على امتداد الشواطىء توضح الحدود المسموح بها في السباحة وتكثيف الدوريات البحرية بواسطة القوارب حيث أن العلامات غير كافية لترك بعض الأسر أطفالها اللعب دون مراقبة مما ينتج عنه غرق الأطفال . انقاذ 30 غريقا في الصيف الماضي تم انقاذ أكثر من 30 غريقا ولم تحدث أية وفاه ولله الحمد كما اشاد بمستشفى الفناتير بالجبيل الصناعية لتعاونهم وسرعة اسعافهم في هذا المجال وأضاف الزهراني أن حرس الحدود يواصل استعداداته لفصل الصيف بتكثيف دوريات مستمره بواسطة القوارب على امتداد الشواطىء تنبه المتنزهين بالابتعاد عن المواقع العميقة بمراقبة الأطفال وقال إننا نقوم بانقاذ الوسائط التي تدخل البحر بعضها تكون متعطلة والأخرى تكون معلقة على الرمال بسبب الجزر وعن تعاون رواد البحر قال البعض يتذمر من دوريات الحرس كما تم إلغاء الأبراج التي كانت تؤدي المراقبة حتى نتيح للمتنزهين الحرية ومع ذلك يعتقد البعض ان هناك بعض التدخل من أفراد الحرس لافساد التنزه عندما نقوم بالتوعية والطلب منهم الابتعاد عن بعض المناطق وخاصة وقت اشتداد الرياح والمد والجزر . الرقابة للأطفال واختتم العميد الزهراني حديثه: ان العديد يرتادون البحر للسباحة والتنزه وتكثر حوادث الغرق ويمكن تلافيها بشيء من الرقابة والاهتمام وخاصة الأطفال ولابد أن نجعل من التنزه والسباحة رياضة محببة وهواية مفيدة لامسببات لكثير من الأحزان والآلام ولنعمل سوياً لتطبيق قواعد ووسائل السلامة ونلتزم بها في حياتنا اليومية ووقى الله الجميع شر الحوادث . نتائج وخيمة وفي هذا الخصوص يقوم الدفاع المدني بمحافظة الجبيل بدور لمراقبة المسابح والاهتمام بها وقال العقيد سعيد بن أحمد المالحي مدير إدارة الدفاع المدني بالجبيل إذا لم يكن هناك اهتمام باتخاذ الإجراءات المناسبة للسلامة فإن النتائج سوف تكون وخيمة وقد راح ضحية الاهمال العديد من الوفيات، الأمر الذي يجب أخذ الحيطة والحذر منه في هذا المجال مؤكداً في حديثه وجوب (تعلم السباحة قبل القراءة قد تجد من يقرأ لك ولكن لا تجد من يسبح عنك) . اتباع قواعد السلامة واوضح العقيد المالحي أنه يجب اتباع قواعد السلامة عند النزول إلى المياه وعدم الاستهانة بمياه المسابح ويجب على كل من أراد ان يتمتع برياضة السباحة أن يتخذ احتياطات الأمان ومراعاة قواعد السلامة ويجب أن يكون المسبح محاطاً بسياج أمني يمنع دخول الأطفال إليه أما في المسابح الموجودة بالمنشآت العامة فيشترط تواجد مسؤول عن المسبح بصفة دائمة ويجب على ربات البيوت مراعاة عدم ترك الأطفال قريبين من الماء ولو لفترة وجيزة فالغرق لا يحتاج للحظة غفلة ويجب توفيرالوسائل المساعدة على السباحة والنجاة (طوق النجاة والحبال) وعدم النزول إلى الماء قبل معرفة عمقه والحرص على منع الأطفال من القفز من علو شاهق إلى الماء حيث أن لذلك مخاطر كبيرة فقد يصطدم رأسه بقاع المسبح يجب توفير وسائل السلامة والانقاذ والاسعافات الأولية في مكان قريب من حوض السباحة . اهتمام بتعليم السباحة من هذا المنطلق اهتمت الهيئة الملكية بمدينة الجبيل والشركات الصناعية بإيجاد العديد من أحواض السباحة المزوده بأحدث الأجهزة المختلفة والمشرفين المتخصصين لتعليم السباحة بطرق علمية وحرصت الهيئة الملكية بإيجاد العديد من مراكز الترفيه تضم مسابح للكبار وأخرى للصغار تدعمها الوسائل والمعدات المساعدة على السباحة الآمنة إضافة إلى وجود مكتبة مزوده بكتب علمية عن تعلم السباحة وبناء الجسم تفتح المراكز أبوابها طيلة أيام الاسبوع وتعد فرصة للآباء وأطفالهم لتعلم السباحة التي تعد إحدى الوصايا الثلاث التي دعا السلف الصالح إلى تعلمها (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) وتقوم العديد من المراكز بزيارة المسابح وتعدها أحد البرامج اليومية لتعلم السباحة .